الدار/ رأي
لم يفهم المغاربة لماذا اختارت السفارة الفرنسية في الرباط التواصل مع الرأي العام المغربي في قضية لا تتعلق به نهائيا… كما لم يفهم الاعلام المغربي كيف للسفارة الفرنسية التي مقرها في الرباط أن تكذب خبرا لا صلة له بالمغرب ولا بالمغاربة ولا بالاعلام المغربي، وأن الأمر يتعلق بخبر وقع في فرنسا مرتبط بتضييق واضح على حرية التعبير في حق ناشط سياسي بارز بل مواطن فرنسي يحمل هوية وجواز فرنسيين ويمثل على الأراضي الفرنسية جمهورية القبايل المؤقتة المقيم أغلب قادتها في فرنسا.
السفارة الفرنسية في المغرب التي أصدرت بلاغا في الموضوع موجها إلى الرأي العام المغربي تعلم أو تريد أن لا تعلم أن خبر منع السلطات الفرنسية لقناة Cnews من استضافة فرحات مهني رئيس الحكومة المؤقتة لجمهورية القبايل لم تختلقه الصحافة المغربية، وإنما وثقته مقاطع مصورة نشرتها الصحافة الفرنسية وكل دول العالم، لأن الخبر مرتبط بتضييق ومنع لحرية التعبير في دولة “تهلل” ليل نهار بدروس حرية التعبير وحقوق الإنسان.
Démenti pic.twitter.com/NRZgHNReTM
— La France au Maroc 🇫🇷🇪🇺 (@AmbaFranceMaroc) October 5, 2022
ما أثار الاستغراب أيضا في بلاغ سفارة ماكرون في الرباط أن تكذيبها لخبر عدم منع الايليزي لمرور رئيس حكومة القبايل المؤقتة على القناة الفرنسية، جاء وكأن النفي موجه للرد على الاعلام المغربي، في حين أن مسوغ ومبرر أن الإيليزي من قام بالمنع صدر عن صحافيين فرنسيين في القناة الفرنسية المذكورة وليس عن الصحافة المغربية.
سؤالنا الواضح والمباشر لسفارة ماكرون ومن معه في الرباط: لماذا نشرت السفارة الفرنسية تصويبا في المغرب والحال أننا بعيدين عن مهزلة استهداف من يحكمون فرنسا حاليا لحرية التعبير بطريقة شاهدها العالم وصنفت على أنها مهزلة بكل المقاييس.
لا جواب سوى أن السفارة الفرنسية في الرباط تحاول مصادرة الحق في التعبير بالمغرب وتمنع الرأي العام المغربي من الخوض في قضايا فرنسا الداخلية، بل إنها تعتقد أنها يمكن أن تمارس الرقابة على الإعلام والرأي العام في المغرب.. ونقول لها “هيهات…”.