أحمد بهاء الدين يكتب: روشتة لإنقاذ السياحة

حظى أحمد بهاء الدين «١٩٢٧- ١٩٩٦» بالفرادة بين أبناء جيله من رواد الصحافة المصرية.. لا يشبه أحدًا ولا يشبهه أحد.. من الخطأ أن يوصف وصفًا عامًا مثل أنه «الصحفى الكبير» أو «الكاتب الكبير» لأن هذا الوصف رغم دقته يساوى بينه وبين غيره من كبار الكتاب.. والحقيقة أنه لم يكن مثل غيره لأسباب متعددة؛ لعل أهمها ثقافته العميقة ونزاهته الفكرية وسبقه فى الانفتاح على قضايا عصره وتجاربه الصحفية المتعددة والمختلفة منذ تأسيسه لمجلة صباح الخير ١٩٥٦، مرورًا بصحف الشعب وأخبار اليوم والمصور والأهرام والعربى الكويتية، التى رأس تحريرها جميعًا فأضاف لها من روحه.. وحوّل مقالاته فيها لساحة للحوار والأفكار السباقة والحوارات المتجددة.. حيث يذكر له التاريخ مثلًا أنه أول من طالب بمخطط لتعمير الساحل الشمالى عام ١٩٧١، وأنه كان يطلب أن يكون التعمير زراعيًا وصناعيًا وسياحيًا أيضًا.. وهى رؤية مبكرة سبقت التنفيذ على الأرض بكثير.. خاض بهاء الدين معارك وطنه بجدية منذ وقت مبكر، فكتب فى أعقاب ثورة يوليو كتابه المهم «فاروق ملكًا»، وكتب يخلد وقائع المواجهة مع إسرائيل فى كتابه «ثلاث سنوات ١٩٦٧-١٩٧٠»، ثم يخلد معركة أكتوبر فى كتابه «وتحطمت الأسطورة عند الظهر».. كان قريبًا من الرئيس السادات لكن هذا لم يمنعه من أن ينتقد ممارسات الحكومة فى تطبيق سياسة الانفتاح فى مقال شهير اسمه «انفتاح السداح مداح».. وأن ينشره فى جريدة الأهرام وهو رئيس تحريرها.. سافر فى ١٩٧٨ لدولة الكويت لكى يرأس تحرير مجلة العربى الثقافية ويكتب فيها مقالًا شهريًا مهمًا.. ونحن فى هذا العدد ننشر له أحد مقالاته فى المجلة عن معنى السياحة، وكيف يمكن أن تنتعش السياحة بين الدول العربية المختلفة.. فتحية له وتحية لروحه المخلصة.

                                                                                                                                                  وائل لطفى

منذ عشرات قليلة من السنين، كانت «السياحة» ميزة لا تدركها إلا القلة، وكانت كلمة «السائح» مقصورة على صاحب الثروة الواسعة. وحتى هؤلاء كانت الحركة بينهم بسيطة.

كان الملك أو رئيس الدولة يقضى عشرات السنين متوجًا ربما لا يبرح بلده أبدًا أو لا يبرحه إلا مرة، إذ كانت الرحلة الملكية حدثًا هامًا يستعد له، وإجراءات طويلة معقدة.

وكان السفر للسياحة له ناس قليلون مشهورون به. أذكر فى مصر مثلًا أن موسم السياحة كان يعد ناجحًا إذا جاء «أغاخان» و«البيجوم» زوجته.. وعشرات مثلهم.. وامتلأت الغرف القليلة فى فندق «كاتاراكت» فى أسوان و «ونتربالاس» الأقصر، وكان «وصول سائح» من هذا النوع خبرًا تنشره الصحف فى صفحاتها الأولى، ونقرؤه ونحن صغار، وكأننا نتابع أخبار نوع نادر من البشر، يقضى الصيف فى مكان والشتاء فى مكان!

وأيضا كانت صورة السائح فى ذهننا ونحن صغار هى صورة رجل عجوز أو امرأة طاعنة فى السن، لأنهم هم فى العادة أصحاب القدرة المالية، وأصحاب الفراغ وقلة العمل، لأن السياحة نفسها كانت مقترنة فى ذهننا بالمال الموروث دون عمل.

وعندما اكتشف الإنجليز مثلًا شاطئًا دافئًا على البحر الأبيض هو مدينة «نيس» على الريفييرا الفرنسية، يهربون إليه أحيانًا من برودة بلادهم وضبابها، كان يعتبر هذا فى فرنسا نفسها أنه «من غرائب الإنجليز». وسمى کورنیش نیس باسم «شارع الإنجليز AVENUE DES ANGLAIS»، حتى الآن... رغم أنه صار شارع العرب.. وجلا عنه الانجليز منذ زمن!

وبعد الحرب العالمية الثانية، نشر الأمريكان كلمة السياحة بتدفقهم الهائل على أوروبا. أيامها الدولار هو الملك. وسائر العالم فقير بائس. وحتى وقتها كان الشائع أن هؤلاء الأمريكان القادمين من خلف المحيط وكأنهم من كوكب آخر، كانوا ظاهرة فريدة. لناس اكتشفوا الكرة الأرضية ويريدون معرفة أصولهم التى هاجروا منها.

أيام زمان

كانت الفنادق قليلة حتى فى أكبر العواصم، وفاخرة جدًا، وكانت حجرة الفندق فى حجم شقة واسعة من أيام ما قبل المبانى الجاهزة التركيب والعمال الكوريين! وكان السفر أساسًا بالبواخر. والرحلة تستغرق فى البحر لا أقل من أسبوع، ومع نهاية الحرب العالمية كان التقدم الهائل قد جعل الطيران من أوروبا إلى أمريكا يستغرق ستًا وثلاثين ساعة فقط (أربع ساعات تقريبًا بالطائرة الكونكورد الآن) وكانت لندن منذ عشرين عامًا فقط خالية من المطاعم إلى بيوت الشاى التابعة لشركة «الليونز» ومطاعم السمك والبطاطس المقلى FISH AND CHIPS رغم أنها كانت عاصمة الدنيا.

وكان هناك أدب من أعظم الآداب الإنسانية وهو «أدب الرحلة» سواء قبل قرون، عندما كان رجال مثل «ابن بطوطة» يرحلون إلى آخر بلاد الله، متجشمين الأهوال، لا يعرفون إذا كانت ستكتب لهم العودة أم لا، ليكتبوا عن العالم الذى لا يعرفه الناس، والبلاد التى تركب الأفيال ولكنهم كانوا عبر التاريخ قلة نادرة.

واستمر هذا حتى العصور الحديثة. من كتب الفرنسى «ليوتى» عن الشرق أو المصرى رفاعة الطهطاوی عن باريس.

وحتى الأربعينيات من هذا القرن العشرين «کسب بعض أعظم الكتاب شهرتهم الأولى من أدب الرحلة.. سواء ما كتبه أندريه مالرو عن الصين وكمبوديا أو إرنست همنجوای عن مصارعة الثيران فى إسبانيا أو مقهى «الكلوازيرى» فى باريس.

ولكن السفر انقلب انقلابًا تامًا فى العشرين سنة الأخيرة. لم يعد السفر للمليونير ولا الأديب أو التاجر والمستكشف. بل كاد يصبح «حقًا جماهيريًا» من «حقوق الإنسان» يتطلع إليه كل فرد. وعرف العالم سياحة جديدة تماما.

ماذا حدث؟.. أشياء كثيرة نذكر بعضها لا بترتيب الأهمية ولكن بترتيب تداعى الخواطر.

لماذا بدأت السياحة؟

الثورة الصناعية التى حشرت الناس بالملايين فى المدن الصاخبة. والرغبة بعد «التشبع بحياة المدن» التى لا ترحم، ورد الفعل إزاء «العمل الشاق الممل الرتيب» فى المكاتب والمصانع وتحول الناس إلى أرقام وإلى تروس صغيرة فى آلات هائلة.. جعلهم ساعة الإجازة يركنون إلى الفرار... إلى الطبيعة، إلى تحكم الإنسان فى نفسه ومزاجه ولو لأسابيع كل سنة.

اكتشفوا شواطئ البحار وقمم الجبال وقيمة الخضرة وأنفاس الغابات.. وأذكر دائما فى هذا المجال كلمة لزوجة رئيس وزراء إنجلترا الأسبق «هارولد ویلسون»، وهى أديبة شاعرة لها عدة دواوين، عندما سألها صحفى عن شعورها حين ترکت بيتها خارج لندن وسكنت لأول مرة فى قلب لندن، وفى مقر رئيس الوزراء «رقم ١٠ داوننج ستريت» فقالت: «فى قلب المدينة أشعر أن كل نسمة أتنفسها قد تنفسها قبلى عشرات!»

ثم جاءت زيادة السرعة، واختصار المسافات وانخفاض النفقات (وسنعود إلى أسبابها بعد قليل).. كان عبور الأطلسى يستغرق أسبوعًا فى أسرع السفن.. وحتى نهاية الحرب العالمية الثانية، ومع ظهور الطيران وانتشاره، كانت نفس الرحلة بالطائرة من باريس إلى نيويورك تستغرق ستًا وثلاثين ساعة (الآن تقطعها الطائرة الكونكورد فى أقل من أربع ساعات. والإعلانات تقول: افطر فى أوروبا مع عائلتك وتغد فى أمريكا مع أصدقائك!).

ثم انكسر أهم حاجز وهو التكاليف، تنافست شركات السفر بالبحر والبر والجو. ومنذ سنة مثلًا جاء رجل أعمال إنجليزى اسمه- لاکر- فألغى من الطائرة كل التفاصيل: المضيفة الجميلة والطعام الفاخر والحجز المسبق، مقابل «مجرد نقل المسافر إلى مقصده، بأقل من نصف التكاليف!» وأعطته ملكة إنجلترا لقب «سیر» مكافأة له على هذا الانقلاب.

هذا كله أوصل السياحة إلى متناول يد الطبقة المتوسطة فى العالم، والطبقة العاملة فى البلاد المتقدمة، حيث امتلأت الطائرات ومجموعات شركات السياحة بالبروليتاريا، وتدفق الشباب ذكورًا وإناثًا فى نهم شديد على السياحة والسفر.

فضول الإنسان الغريزى، هذا الفضول الذى هو إحدى مميزات الإنسان على الحيوان، هو أحد أهم محركات التقدم من قديم الأزل. إن الفضول لمعرفة الأفكار والفلسفات... هو نفس الفضول لمعرفة الأجرام السماوية، وأسرار الفلك منذ آلاف السنين.. هو نفس الفضول الذى يطلق الأقمار الصناعية بتكاليف خرافية لمعرفة القمر والمريخ.. الفضول الذى كان يشبه لدى الناس عالم فلك أو كاتبًا رحالة.. صار مع هذا التطور فى العالم فضولًا يجب أن يرتاد كل إنسان آفاقه بنفسه.. أفلام السينما وحكايات الصحف وشاشات التليفزيون التى ترينا كل أرجاء المعمورة زادت الرغبة فى المعرفة والمعايشة، ولم تطفئها... وصارت القيمة الثقافية لزيارة بلد ومعرفة مجتمع، كالقيمة الثقافية لقراءة أهم کتاب أو عشرات من الكتب.. ولعلى استطردت.

ولكننا ونحن مجتمعات نامية.. وربما كانت تطلعاتنا حتى الآن اكثر تواضعًا.. فإننى أريد أن أغرز معنی هامًا هو حاضر بعض الناس ومستقبل لباقتهم... وهو أن السياحة صارت ضرورة وتزداد ضرورة.. وأن الإنسان الحديث إنسان مسافر.. إما للدراسة، أو لزيارة المتاحف، أو للجلوس على مقهى فى بلد غريب.

وأقل الناس حيلة فى أمریکا وأوروبا مثلًا يسافرون بالسيارات.. أو الدراجات.. أو سيرًا على الأقدام.. وينامون فى الفنادق الرخيصة.. أو الخيام التى يحملونها.. أو فى العراء، المهم أن يتحرك. أن يعبر حدودًا ما، أن ينسى- لشهر- مكابدة أحد عشر شهرًا.

والصيرورة إلى عالم متحرك مستمرة وفى ازدياد... حتى يعرف المسئولون عنا، والرواد فينا وقادة الطريق... أن هذا مستقبل لا بد من الاستعداد له.. بل والعمل من أجله.

.. والبترول أيضًا

طبعًا لا يمكن لمتأمل عربى، إلا أن يذكر سببًا هامًا حرك الكثير من هذه الأسباب، وجعل كل هذه الوسائل متاحة.. اكتشاف وقود محرك رخيص.. هو البترول.

وهو السبب الذى أشرت منذ قليل إلى أننى أؤجله إلى آخر الأسباب.

فغنى عن الإشارة، أن كل هذه العجلات التى تتحرك.. من الدراجة إلى السيارة إلى الحافلة إلى الطائرة.. والمحركات التى تدور فى جوف البواخر.. إلى الآلات التى تنتج فى المصانع كل هذه الوسائل.. كل هذا.. كله.. يدور بطاقة محركة.. وكانت الطاقة المحركة إما باهظة التكاليف.. وإما نادرة- وإما غير ممكن إطلاقًا استخدامها فى مجالات هامة (هل كانت ستطير طائرة بالفحم مثلًا؟).. حتى عرف البترول فاختزل كل هذا.. وسهله.. وتجاوزه.. ثم تدفق بكميات هائلة، وحتى الآن بأسعار هى أرخص من أى وقود آخر... فكان، بعد العقل البشرى صاحب الفضل الأول فى خلق هذا العالم الجديد. فى دفع حدود الإنسان وتوسيع آفاقه آلاف آلاف المرات. وأنا أضعه بعد العقل البشرى لأن عالم الإنسان، إذا تحدثنا عن التطور، أداته الأولى الحاسمة هى العقل. وإذا كنا نقول «الإنسان بأصغريه: قلبه ولسانه» ومجموعهما هو التعبير عن العقل. فإننا نستطيع أن نقول إن العالم.. رغم كل جيوشه وصواريخه وناقلات النصف مليون طن، يصدق عليه تمامًا، ودائمًا «أن العالم بأصغريه: قلبه ولسانه».

وأنا لا أتحدث هنا عن البترول، رغم كل الإغراءات، حدیث سياسة أو حدیث اقتصاد. والدنيا من حولنا لا حديث لها إلا عن «البترول سياسة واقتصاد». إنما أتحدث عنه من جانب حضارى، إنسانى، أثر ويؤثر فى فكر الإنسان، وأفق الإنسان وتكوين الإنسان، ونسيج كل خلية حية فى الإنسان. ناحية قلما تحدث عنها أو اهتم بها أحد، ولعلها تكون مجالًا لحديث مستقل.. وبعد ذلك يستكثر الإنسان المتقدم علينا.. ثمن البترول!

سائح.. وسائح

والإنسان فى الرحلة قد يكون آلة تصوير صماء. ولكنه لا يكون إنسانًا من النوع الذى نريد، إلا إذا وجد نفسه تلقائيًا ودون قصد تذکر ناسه وبلاده، ويقارن ويتمنى الأمنيات فهذا وحده هو حقًا «الإنسان المسافر».

وأنا أتحدث عن انقلاب السياحة.. فأتذكر بلادنا العربية.

كما يرى الإنسان منا الصاروخ فيتمناه لبلاده. والرخاء فيتمناه لمجتمعه. وحرية العقل والفكر والضمير فيتمناها لشعبه وقومه.. ويرى نفس الإنسان السفر وهو موضوعنا فى هذه الصفحات فيتمناه لبلاده.

لا شك أن شعوبنا العربية أيضًا تمر فى هذا المجال بانقلاب واسع. «مرض الحنين إلى السفر»، كما أسميه، مستخدمًا عنوان مسرحية فرنسية قديمة، مرض صحى يعالج أعراضًا أخرى كثيرة، وإذا كان يجتاح شعوبنا.. من أقدر الناس إلى زهور الشباب التى تكتظ بها حقولنا وبرارينا.. فهذه علامة صحية. ولكن تقصير المسئولين فينا فى هذا المجال، كبير.. وهو تقصير نحو أنفسنا.

ماذا ينقصنا؟

أتطلع إلى خريطة وطننا العربى.. فأجد فيها كل ما تتوق إليه النفس الراغبة فى المعرفة... والتغيير... والترفيه... وكل ما يشبع أى نوع من أنواع الفضول.

الجبال الشامخة والغابات السامقة الأشجار، والجليد فى جبال الأطلس والجزائر وشمال العراق ولبنان وما فوق شواطئ سوريا!.

الشواطىء البالغة الجمال؟.. مصر وليبيا وتونس.

صيد البحر؟ فى البحر الأحمر والخليج. 

صيد البر؟ فى الصحارى وفى غابات السودان!

الدفء فى الشتاء؟.. فى جنوب مصر وفى الخليج طراوة الصيف؟ فى كل الساحل العربى من سوريا إلى الساحل المغربى على المحيط الأطلسى.

آثار إسلامية وعربية؟.. قاهرة الألف مأذنة والمسجد الأموى والكاظمية والأعظمية والفن العربى الإسلامى الرفيع فى تونس والمغرب.

آثار حضارات أقدم؟.. وادى ملوك الفراعنة فى طيبة... بابل القريبة من بغداد.. تدمر وبالميرا فى بادية الشام، ومسارح الرومان فى سبراطة وغيرها.

سياحة دينية؟ صحية؟ ثقافية؟ ترفيهية؟ إن السياحة الآن سياحات.

ماذا بقى وليس موجودًا عندنا ؟ بكثرة وغزارة.. وتنوع.. وجمال؟

اننى لا أدعو إلى «الاكتفاء الذاتى» فى السياحة ولا إلى أن لا نعرف سوى أنفسنا فهى معرفة ناقصة... ولكن أليست معرفة هامة؟.. بل أليست معرفة أنفسنا هى أول خطوة على طريق المعرفة كله...

فماذا فعلنا؟ 

إننا لسنا فى حاجة إلى اختراع البخار وقد صرنا فى عصر الذرة . فلنفعل ما فعلوا. 

لقد انتبهت كل الدول إلى أهمية السياحة الداخلية. ثقافيًا وحضاريًا بل واقتصاديًا.

فجزء كبير من مال السياحة فى تلك البلاد، ينفق داخلها ينميها يجملها، يوسع دائرة رخائها، ويربطها ببعضها البعض. والسياحة الداخلية عندى ليست داخل القطر، بل داخل الوطن العربى.

والمفتاح هو أن نعاملها على هذا الأساس بالأفعال لا بالأقوال. فقد صارت السياحة فى أمم شتی كأمم السوق الأوروبية المشتركة سياحة داخلية... لو اعتبر الطيران العربى طيرانًا داخليًا لهبطت التكاليف إلى النصف.

لو سهلت تأشيرات الدخول السياحية لتضاعف السائحون.

لو فصلنا تمامًا بين سياسات الحكومات- وأحيانا أمزجتها- وبين تنقلات وعلاقات الأمة الكبرى.. لزالت المخاوف.

لو رصدنا أموالًا نشجع بها رحلات الطلبة والشبان والشابات إلى «الخارج» ورتبنا رحلات بسيطة التكاليف وبسيطة المظاهر فى «الداخل» بين أرجاء الوطن الواحد.. لزالت معلومات خاطئة، وصفت نفوس مضللة، وحق علينا القول الكريم «وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا».

لو وضعت الدول العربية استراتيجية لشبكة طرق ومواصلات عربية، ينفق عليها من المال الوفير غير المستثمر، من الأيدى العاملة المعطلة، لتبدلت شرايين الحياة فى الجسد العربى تبديلًا.

أین الطريق البرى من بورسعيد إلى طنجة؟

أین خط السكة الحديد الغابر من دمشق إلى الحجاز؟

أيعقل أن لا يكون بين مصر والسودان إلا طرق القوافل التى انفتحت من مئات السنين دون إضافة واحدة؟

هل وضع خطة استراتيجية لشبكة مواصلات عربية مسألة صعبة، كوضع استراتيجية موحدة لحل قضية فلسطين؟

نحن نطلب الأساسيات والبديهيات، ولا نعثر عليها. 

أين وأين وأين وأين.. وألف أين؟

وإلى متى لا نجد ما نكتبه إلا أن نقول: أين؟! 

منشور فى مجلة العربى ١٩٧٩

تاريخ الخبر: 2022-09-19 21:21:00
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 48%
الأهمية: 65%

آخر الأخبار حول العالم

«الشورى»: خالد السيف رئيساً للجنة التجارة والاستثمار - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-09-20 00:25:44
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 65%

أدب تختتم ورشة عمل ترجمة الكتاب الأول بجدة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-09-20 00:25:46
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 57%

جوشوا: جاهز للمواجهة.. ودوبوا يرد: أنا هنا لأثبت نفسي - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-09-20 00:25:40
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 55%

دوري أبطال أوروبا.. ليفركوزن يعود من روتردام بفوز كاسح

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-09-20 00:25:41
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 53%

آمال عريضة بعودة النواخذة لمنصات التتويج السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-09-20 00:25:47
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 59%

دوري أبطال أوروبا.. ليفركوزن يعود من روتردام بفوز كاسح

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-09-20 00:25:36
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 62%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

pendik escort
betticket istanbulbahis zbahis
1xbetm.info betticketbet.com trwintr.com trbettr.info betkom
Turbanli Porno lezbiyen porno
deneme bonusu
levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino
bodrum escort
deneme bonusu veren siteler
Bedava bonus casino siteleri ladesbet
deneme bonusu veren siteler
deneme bonusu
deneme bonusu
sex ki sexy
deneme bonusu
kargabet
تحميل تطبيق المنصة العربية