تتباين المواقف من مبادرة «وحدة قوى الثورة» التي أعلنتها بعض تنسيقيات لجان المقاومة بالعاصمة السودانية الخرطوم الثلاثاء الماضي، من اجل إسقاط الإنقلاب.
التغيير: فتح الرحمن حمودة
مبادرة «وحدة قوى الثورة» مقترح جديد أعلنت عنه بعض تنسيقيات لجان المقاومة بالعاصمة السودانية الخرطوم التي ما زالت مستمرة في إحتجاجتها السلمية الداعية لإسقاط الإنقلاب وتشكيل حكومة وتحقيق العدالة لضحايا الإنقلاب الذين يربو عددهم على «117» شهيداً.
تباينت المواقف حول المبادرة بين القبول و الرفض، ولكن التساؤلات التي تطرح نفسها هي، هل ستنجح المقاومة في تحقيق وحدة قوى الثورة لتكوين جبهة عريضة لاسقاط الانقلاب؟.
بعد ساعات من الإعلان عن المبادرة برزت للسطح بيانات من بعض لجان المقاومة الرافضة للمبادرة من بينها كيان «غاضبون بلا حدود» ولجان مقاومة «الجريف».
ووصف كيان «غاضبون بلا حدود»، المبادرة بأنها خدعة جديد ممن اسماهم “النخبة السياسية”.
وأكد أن اتفاقه مع أي طرف لايكون إلا عبر ميثاق قاعدي يرسم خارطة طريق جديدة لبناء سلطة شعبية، بمشاركة الجميع فى صناعة القرار.
وذكر الكيان المبادرة بأنها تسعى لصناعة وحدة نخبوية.
اما لجان مقاومة الجريف وهي إحدى الاجسام الرافضة للمبادرة، قالت إن الخطوة تعمل على هدم ميثاق “تأسيس سلطة الشعب” الموقع عليه من عدد كبير من تنسيقيات لجان المقاومة، من أجل تبني مشروع سياسي جديد يتيح تكوين تحالفات سياسية مع القوى السياسية والمهنية متجاوزة بنود ميثاق “تأسيس سلطة الشعب”.
و ترى أن تمسكها بميثاق “تأسيس سلطة الشعب”، كبرنامج سياسي وثوري لإسقاط الإنقلاب بعد التوحد مع لجان المقاومة في كل أنحاء السودان.
وتعد «وحدة قوى الثورة» بمثابة الخطوة المتبقية للجان المقاومة و القوى الثورية الأخرى لإسقاط الانقلاب العسكري في البلاد.
كلمة السر
وبحسب المتحدث باسم لجان “مقاومة صالحة” فيصل السعيد، فإن توحد القوى الثورية تحت مظلة واحدة هي كلمة السر الوحيدة لاسقاط الانقلاب.
و يرى أن تباين الإختلاف في وجهات النظر أمر منطقي وطبيعي، وهو ديدن القوى المدنية.
ويضيف: “غياب القوى الأخرى الرافضة مؤثر والحل في الوصول إلى توافق بين جميع مكونات وحدة قوى الثورة من أجل التأسيس لدولة الحرية، السلام والعدالة”.
فيما يرى القيادي بالتحالف السوداني، شهاب ابراهيم الطيب، أن وحدة قوى الثورة خطوة جيدة تعمل على تغيير موازين القوى لمصلحة التغيير واسقاط الانقلاب.
وانه من الواجب أن تعمل القوى السياسية على توفير الغطاء السياسي للحراك الجماهيري والتنسيق في حد يسمح بإسقاط الإنقلاب وإعادة التحول المدني الديمقراطي على اعتباره الهدف الاستراتيجي.
فروقات وتوازنات
ومع استمرار وتيرة الاحتجاجات الساعية لإسقاط الانقلاب العسكري لاكثر من 10 أشهر، يبقى السؤال هو، هل ستنجح وحدة قوى الثورة لإسقاط الإنقلاب؟.
يرى الصحفي و المحلل السياسي، محمد عبد العزيز، أن نجاح وحدة قوى الثورة يأتي من خلال ادراك القوى الفروقات و التوازنات فيما بينها كحد أدنى.
وذلك مع الإختلاف في التكتيكات، لخلق مرونة أكبر توفر إمكانية لاستعادة من كل الأطراف المتاحة لإسقاط الانقلاب وإعادة السلطة المدنية وتأمين عملية التحول الديمقراطي.
فيما يذهب المحلل السياسي، راشد محمد على الشيخ، إلى أن وحدة قوى الثورة لايمكن أن تتوحد لاختلاف طبيعة التكوينات فيما بينها.
ويرجع ذلك لغياب القوائم المشتركة التي تجمع بينهم، معتقدا أن وحدة قوى الثورة في حدها الأدنى غير متوفره وعملية التوحيد في إتجاه المنظومة الانتقالية كلياً يتطلب تنازلت كبيرة تقدمها جميع القوى السياسية على الساحة.
ومنذ وقوع الإنقلاب العسكري الذي نفذه قائد الجيش، عبدالفتاح البرهان، ما زال السودان يعيش أزمة سياسية متفاقمة.
في وقت لم تستطع كافة المبادرات المحلية والدولية، اقناع الجميع بالجلوس على طاولة واحدة لحل الأزمة، وذلك لتمسك قوى ثورية مؤثرة منها لجان المقاومة بعدم التفاوض العسكريين.