أكّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء أنّ قواته استعادت بلدات عدة من الروس في منطقة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا، دون مزيد من التفاصيل.

وقال زيلينسكي في رسالته المصورة اليومية التي تبثّ مساء عبر شبكات التواصل الاجتماعي "هذا الأسبوع، لدينا أنباء سارة من منطقة خاركيف"، مشيراً إلى أنّ البلدات التي استعادتها القوات الأوكرانية والتي لم يسمّها "عاد العلم الأوكراني يرفرف فيها".

وفي الأيام الأخيرة أكّد مراقبون أنّ القوات الأوكرانية حقّقت اختراقاً في منطقة خاركيف، لكن تعذّر التحقّق من هذه المعلومات من مصدر مستقلّ.

ومنذ الأسبوع الماضي تشنّ القوات الأوكرانية هجوماً مضادّاً جنوبي البلاد.

وفي حين تؤكّد كييف نجاح هذا الهجوم، تقول موسكو إنّها ألحقت بالقوات الأوكرانية المهاجمة خسائر فادحة.

وسقطت منطقة خاركيف جزئياً في أيدي الجيش الروسي في مستهلّ الهجوم الذي بدأ في 24 فبراير/شباط الماضي.

أما مدينة خاركيف وهي ثانية كبرى مدن البلاد فتتعرّض بانتظام لقصف عنيف من القوات الروسية التي لم تنجح حتى اليوم في الاستيلاء عليها.

نقل أطفال أوكرانيين قسراً إلى روسيا

على صعيد آخر، أكّدت مساعدة الأمين العام للأمم المتّحدة لشؤون حقوق الإنسان إيلزي براندز كيريس الأربعاء اتّهامات "جديرة بالثقة" عن نقل أطفال أوكرانيين قسراً إلى روسيا، مبدية خشيتها من أن تتبنّى هؤلاء الأطفال عائلاتٌ روسية.

وقالت براندز كيريس خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول عمليات النقل القسري في أوكرانيا إنّ "هناك اتهامات جديرة بالثقة عن عمليات نقل قسرية لأطفال غير مصحوبين إلى الأراضي المحتلة من روسيا أو إلى روسيا الاتّحادية نفسها".

وأضافت "نشعر بالقلق لأنّ السلطات الروسية تبنّت إجراءً مبسّطاً لمنح الجنسية الروسية للأطفال الذين ليسوا تحت وصاية والديهم، ولأهلية هؤلاء الأطفال لأن يجرى تبنّيهم من قبل عائلات روسية".

ولفتت المسؤولة الأممية إلى أنّ مكتب المفوّض السامي لحقوق الإنسان تمكّن من "تأكيد" أنّ القوات المسلّحة الروسية أنشأت مراكز "فرز" حيث تجرى عمليات تفتيش أمني وجمع بيانات شخصية وبيومترية.

ويخضع لعمليات التفتيش هذه الأشخاص الذين يغادرون منطقة قتال أو يعبرون إلى أراضٍ خاضعة للسيطرة الروسية.

وقالت "نشعر بالقلق لأنّ مثل هذه الفحوصات، والاعتقالات التي تليها، تجرى خارج أيّ إطار قانوني ولا تحترم مبدأي الضرورة والتناسب"، مشيرة إلى "معلومات موثوق بها" عن "انتهاكات عديدة لحقوق الإنسان" في هذه المراكز.

وأوضحت أنّ المفوضية السامية لحقوق الإنسان تمكّنت من "توثيق" حالات تعرّض فيها أشخاص في أثناء مرورهم في مراكز "الفرز" إلى تفتيش جسدي، مشيرة إلى أنّ بعضاً من هؤلاء أُجبروا أحياناً على الخضوع لعمليات التفتيش هذه عراة.

وأضافت: "نحن قلقون بشكل خاص بشأن خطر الاعتداء الجنسي الذي تواجهه النساء والفتيات خلال إجراءات الفرز هذه".

وعقد مجلس الأمن هذه الجلسة بدعوة مشتركة من ألبانيا والولايات المتّحدة التي اتّهمت مباشرة مكتب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتنظيم عمليات نقل قسري لآلاف الأوكرانيين إلى روسيا.

وحسب واشنطن فإنّ موسكو تجري عمليات النقل القسري هذه "في إطار جهودها الرامية إلى ضمّ أجزاء من أراضي أوكرانيا إلى سيطرتها".

وخلال الجلسة أعربت دول عدّة، أعضاء في المجلس، في مقدّمها فرنسا وبريطانيا، عن قلقها من هذه التقارير عن عمليات النقل القسري هذه.

بالمقابل، نفى السفير الروسي لدى الأمم المتّحدة فاسيلي نيبينزيا كلّ هذه الاتهامات "التي لا أساس لها" و"المختلقة".

TRT عربي - وكالات