وسط تصاعد التوتر بين أثينا وأنقرة، أعلنت مصادر دبلوماسية، أن اليونان أرسلت خطابات إلى حلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة تشكو فيها مما وصفته بتصريحات "تحريضية"، أطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتطلب منهما التنديد بسلوك أنقرة.
وقالت مصادر دبلوماسية يونانية، اليوم الأربعاء، إن الخطاب التركي يشوه الحقيقة، وذرائع أنقرة لا أساس لها من الصحة ومخالفة للقانون الدولي، مضيفة أن اليونان أرسلت رسائل للأمم المتحدة وحلف الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي تحذر من التوتر مع تركيا، الذي قد يتصاعد لصراع مفتوح على أراضي أوروبا.
عامل اضطراب
من جانبه، قال وزير الخارجية اليوناني، نيكوس ديندياس، في رسالة إلى الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ "الموقف التركي عامل اضطراب لوحدة الأطلسي وتماسكه، ويضعف الجناح الجنوبي للحلف في وقت الأزمات"، بحسب ما نقلته "أسوشييتد برس".
وكتب في إشارة إلى الحرب في أوكرانيا: "إننا نجازف بمشاهدة حالة مماثلة لتلك التي تتكشف حاليا في جزء آخر من قارتنا. هذا أمر لا يرغب أي منا في رؤيته حقا".
تأتي الرسائل المؤرخة يومي الاثنين والثلاثاء وسط تدهور في العلاقات بين الجارتين، اللتين يجمعهما عداء مستمر منذ قرون ونزاعات معاصرة، بما في ذلك حدود بحر إيجة والهجرة.
التهدئة
وكانت الولايات المتحدة دعت البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي إلى التهدئة، وتسوية الخلافات بطرق دبلوماسية.
كما وصفت تصريحات أردوغان بغير المفيدة. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية ردا على سؤال حول ما أدلى به الرئيس التركي سابقا "في وقت غزت فيه روسيا مرة أخرى دولة أوروبية ذات سيادة، التصريحات التي يمكن أن تثير خلافات بين الحلفاء في الناتو غير مفيدة".
فيما أعرب الاتحاد الأوروبي الاثنين عن قلقه إزاء تصريحات أردوغان التي اتهم فيها اليونان، عضو الاتحاد، باحتلال جزر منزوعة السلاح في بحر إيجة، وقال إن تركيا مستعدة "لفعل ما يلزم" عندما يحين الوقت المناسب.
إثارة التوتر
وكانت أنقرة أعلنت سابقا أن اليونان استخدمت نظاما دفاعيا جويا روسي الصنع لمضايقة الطائرات التركية التي حلقت فوق جزر متنازع عليها في بحر إيجه.
فيما رفضت أثينا تلك المزاعم، متهمة تركيا بإثارة التوتر في أغلب الأحيان عبر تنفيذ طلعات جوية فوق جزر يونانية.
يشار إلى أن الخلافات قديمة بين الخصمين اللدودين، وتشمل العديد من الملفات منها الحدود البحرية، وملكية الجزر، والتنقيب، والغاز وغيرها.
في حين تندد أنقرة بوجود قوات على هذه الجزر وتعتبر ذلك مخالفًا لمعاهدات السلام الموقعة بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية.
وينعكس الخلاف حول الحدود البحرية، وملكية الجزر، والتنقيب، وغيرها من الملفات الخلافية أيضا بين الدولتين العدوّتين، من خلال تسيير عدد كبير من الدوريات بشكل مستمر.