قال «عليه الصلاة والسلام»: (اللهم بارك لأمتي في بكورها)، وكان إذا بعث سرية أو جيشًا، بعثهم في أول النهار، وكان صخر رجلًا تاجرًا، وكان يبعث تجارته في أول النهار عملا بنصيحة رسول الله «صلى الله عليه وسلم»، فأثرى وأصاب مالًا.
هل للتبكير أثر في حياتنا؟
يقول هال إلرود صاحب كتاب معجزة الصباح، «حين تستيقظون كل يوم بشغف ولهدف محدد تنضمون إلى النسبة القليلة من الأفراد اللامعين الذين يعيشون حياة أحلامهم، وبالأخص تشعرون بالسعادة».
نعم فكم عدد أولئك الذين يستيقظون مبكرا حتى في أوقات إجازتهم، وكم عدد من يستيقظ بفترة كافية قبل الذهاب إلى العمل أو إلى مقاعد الدراسة، لا شك في أن تلك الشريحة من الناس قليلة، بل قليلة جدا، ذكر لي أحد الزملاء الأفاضل أن صديقا له ذهب في أحد الأيام مبكرا إلى سوق الخضار لشراء بعض الحاجيات، وحضر وقت المزاد على البضائع، وبدون استعداد قام بالمساومة على شحنة طماطم وفاز بها، وفي دهشة منه وقبل أن يفكر في طريقة نقلها وتوزيعها جاءه مشتر وقال له هذه خمسمائة ريال وأنا أتكفل بدفع حساب الشحنة وأخذها عنك، حدث ذلك كله في أقل من ساعة زمن، صدق الصادق المصدوق، اللهم بارك لأمتي في بكورها.
التبكير هو طريق الناجحين والسعداء في حياتهم، هو مصدر ثري للتوفيق والرزق، وعلى العكس تماما فتأخير الاستيقاظ دلالة على الكسل والخمول وعدم التوفيق، وهو طريق للشعور بالتوتر والاكتئاب، لذا يذكر هال إلرود كذلك في كتابه، أن الصباح يعد أقسى لحظات النهار بالنسبة للمصابين بالاكتئاب، فهم يستيقظون خائفين، وهذا بلا شك يؤثر على ذهن وانفعالات الشخص بلا أي سبب، فينعكس ذلك على يومهم كله، ثم إن الشخص منهم سيأوي إلى فراشه بعد ذلك، قلقا أو محبطا وتتكرر هذه الحلقة في اليوم التالي، بينما مقاومة هذا الشعور تدفعهم إلى مزيد من الثقة، وتدفعهم إلى المضي قدمًا في حياتهم، في مقالنا القادم سنتكلم بإذن الله عن ساعات النوم الكافية لكل شخص، وعن الطرق المعينة على النهوض مبكرًا، انتظرونا في الجمعة القادمة.قال الشاعر:
عند الصباح يحمد القوم السرى
وتنجلي عنهم غيابات الكرى
نعمة الصباح
نعمة الصباح
أخبار متعلقة
الأخلاق ما بين العرب القدامى والأجيال الحالية
(فوبيا) العين والحسد!