توجيهات رئاسية عاجلة أصدرها الرئيس عبدالفتاح السيسى قبل 48 ساعة لتحويل معهد ناصر ليصبح مدينةً طبيةً متكاملةً، وزيادة الطاقة الاستيعابية له، ورفع كفاءة بنيته التحتية، بالاستعانة بالخبرات الاستشارية العالمية ليصبح من أهم ركائز المنظومة الصحية فى مصر.

«عبدالغفار»: المعهد يخدم 2 مليون مريض سنوياً.. ومقام على 138 ألف متر

معهد ناصر مقام على 138 ألف متر يتكون من مبنى رئيسى و9 مبانٍ ملحقة، ويضم فريقاً طبياً متميزاً ونخبة من أكفأ أطقم التمريض، وهو حسب الإحصائيات يستقبل نحو 2 مليون مريض سنوياً، ووفقاً لخطة التطوير سيتم تفعيل خدمة الإسعاف النهرى لاستغلال الموقع المتميز على النيل ومهبط طائرات لتنشيط السياحة العلاجية والوصول إلى 137 مركزاً للغسيل الكلوى و1200 سرير للعناية المركزة وزيادة الحضانات إلى 85، وغرف العمليات إلى 45 غرفة بدلاً من 22 بتكلفة استثمارية تصل لـ8 مليارات جنيه.

وعبَّر عدد من المواطنين الذين تعاملوا مع المعهد فى «شهادات حية» من واقع التجربة خلال رحلة البحث عن العلاج داخل المعهد، عن سعادتهم بقرار الرئيس السيسى تطوير المعهد ووصفوه بأنه طاقة نور لإحياء الأمل فى الشفاء والقضاء على معاناة المرضى من آلام الانتظار، مؤكدين أنه فرصة لاستقبال أكبر عدد من المرضى يومياً، وقرار ضرورى لإنقاذ الأرواح وتخفيف الألم، وقُبلة حياة للناس «التعبانة» وسيساعد فى اختفاء مشاهد الزحام على الشبابيك وداخل الممرات.

«الوطن» فتحت ملف تطوير معهد ناصر ورصدت تفاصيل استعداد وزارة الصحة لبدء مخطط تحويل مستشفياته إلى مدينة طبية عالمية، وانطباعات المتعاملين معه حول هذا التوجيه الرئاسى المهم.

كشفت تقارير رسمية صادرة من وزارة الصحة والسكان عن خطة تطوير معهد ناصر بعد توجيه الرئيس عبدالفتاح السيسى بتحويله إلى مدينة طبية متكاملة، وزيادة الطاقة الاستيعابية للمعهد، ورفع كفاءة بنيته التحتية، بالاستعانة بالخبرات الاستشارية العالمية فى هذا المجال، ليكون من أهم ركائز المنظومة الصحية فى مصر.

وأكدت التقارير، التى حصلت «الوطن» على نسخة منها، أن خطة معهد ناصر تصل تكلفتها إلى 8 مليارات جنيه لتحويله إلى مدينة طبية متكاملة، لافتة إلى أن المعهد يُعتبر من القلاع الطبية فى مصر.

وأضافت التقارير أنه من المقرر أن يكون هناك 22 غرفة عمليات و137 مركزاً للغسيل الكلوى، ورفع عدد أسرّة الرعاية المركزة من 682 سريراً إلى أكثر من 1200 سرير، وزيادة عدد الحضانات إلى ٨٥ حضانة بعد أن كانت ١٠ حضانات فقط، وستصل غرف العمليات إلى ٤٥ غرفة بدلاً من ٢٢ غرفة فقط.

يتكون من مبنى رئيسى و9 مبانٍ ملحقة ويضم فريقاً متميزاً ونخبة من أكفأ أطقم التمريض

وأوضحت التقارير أنه سيتم تفعيل الإسعاف النهرى على النيل لاستغلال موقع المعهد الجغرافى المتميز قبالة النيل، ليساعد فى نقل المرضى لتلقى العلاج بالمدينة الطبية الجديدة، وسيتم تزويد المعهد بمهبط للطائرات، لتنشيط السياحة العلاجية، حيث سيتم إنشاء مبنى جديد للعيادات الخارجية مصمم على أحدث طراز، يستوعب أكبر عدد من العيادات، وإنشاء جراج متعدد الطوابق، لمنع الزحام بالمعهد، واستدامة الخدمة الطبية.

وقال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة، إن معهد ناصر يقدم أصعب الخدمات الطبية على مستوى الجمهورية، ويستقبل ما يقرب من 5000 مريض يومياً، منهم 150 فى «الطوارئ» و1500 بالعيادات الخارجية، مشيراً إلى أن المعهد توجد به أدق التخصصات مثل «القلب والطوارئ»، ويُعتبر الأفضل فى التعامل معها، وجاهز لاستقبال جميع أنواع الحوادث على مدار 24 ساعة، خاصة أن لديهم أفضل الأطقم الطبية والمدربة وفقاً للمعايير الدولية.

وأضاف المتحدث الرسمى لوزارة الصحة، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن معهد ناصر به العديد من التخصصات الطبية المختلفة التى تقدَّم إلى الفئات العمرية المختلفة من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والأطفال والمرأة، ويوجد مركز كامل لصحة المرأة بالمستشفى وتم تجهيزه على أعلى مستوى لاستقبال السيدات وتقديم خدمات الفحص الشامل لهن والكشف المبكر عن أورام الثدى والرحم، وتقديم كافة الخدمات الطبية والعلاجية، ويستقبل مركز صحة المرأة ما يقرب من 40 حالة يومياً.

وتابع أن معهد ناصر يهتم بالأطفال كثيراً، حيث تم استحداث قسم رعاية أطفال داخل الجناح بطاقة استيعابية 11 سريراً، ورعاية قلب بطاقة استيعابية 10 أسرّة، واستحداث جناح إقامة لعمليات اليوم الواحد بطاقة استيعابية 24 سريراً.

وأكد «عبدالغفار» أن معهد ناصر، خلال جائحة كورونا، قدم خدمات طبية للعديد من المرضى، فخلال العام الماضى قدم المعهد خدمات طبية تصل لـ1.6 مليون مريض تقريباً، وقبل الجائحة كان يتم تقديم الخدمات الصحية لحوالى ٢ مليون مواطن فى العام، مشيراً إلى أن الجائحة أربكت أقوى الأنظمة الصحية على مستوى العالم، ولكن معهد ناصر ظل صامداً بكامل قواه البشرية، وتم استقبال كافة الحالات المرضية والتعامل معها على أكمل وجه.

وأوضح «عبدالغفار» أن معهد ناصر له تاريخ كبير، حيث تم افتتاحه فى ١٢ يوليو ١٩٨٧ ويُعتبر من أكبر المراكز الطبية المتخصصة التابعة لوزارة الصحة ويقع على كورنيش النيل مباشرة، بمساحة ١٣٨ ألف متر مربع تقريباً، ويتكون المستشفى من مبنى رئيسى وتسعة مبانٍ ملحقة بطاقة استيعابية ٦٨٢ سريراً ويعمل به فريق طبى من أساتذة كليات الطب والاستشاريين فى مختلف التخصصات الطبية، ويضم نخبة من أكفأ أطقم التمريض والفنيين والمعاونين على مستوى عالٍ من الكفاءة والخبرة.

وأشار إلى أن المعهد يقدم خدمة ورعاية طبية طبقاً لمعايير الجودة والسلامة وأمان المريض العالمية والنظم الطبية من خلال أحدث البروتوكولات العالمية، مؤكداً استمرار تدريب الأطقم الطبية بشكل مستمر لمواكبة أحدث العلاجات وطرق التشخيص المختلفة. وأضاف: «يضم معهد ناصر وحدات متخصصة فى (القلب المفتوح، القسطرة القلبية، فسيولوجيا القلب، أمراض الدم وزرع النخاع، جراحة الوجه والفكين، الأشعة والقسطرة التداخلية، جراحات العمود الفقرى، جراحات اليد والذراع، علاج السمنة المفرطة، زراعة الكلى وعلاج أمراض الكلى، زراعة الكبد، مناظير الجهاز الهضمى، جراحات التجميل، العظام والمفاصل الصناعية، تشخيص وعلاج الفيروسات الكبدية، الفحوصات الشاملة المتخصصة، صحة المرأة)، بالإضافة إلى بنك دم مجهز بأحدث الأجهزة، ومعامل تشمل جميع أنواع الفحوصات لتشخيص مختلف أنواع الحالات المرضية بدقة وكفاءة.

«تاج الدين»: يقدم خدمات طبية متكاملة للمصريين وغير المصريين وستتم زيادة السعة الاستيعابية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وفقاً لرؤية «السيسى»

من جانبه، أثنى الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار الرئيس للشئون الصحية، على معهد ناصر وقرار الرئيس عبدالفتاح السيسى بتحويله إلى مدينة طبية متكاملة، مؤكداً أن معهد ناصر يستقبل يومياً عدداً كبيراً من الحالات المرضية من مختلف المحافظات، خاصة القليوبية والقاهرة والجيزة.

وتابع مستشار الرئيس للشئون الصحية أن معهد ناصر يتميز بأنه مؤسسة صحية كبيرة، بها كل التخصصات الطبية، ويعمل به مجموعة ضخمة من الأطباء الاستشاريين والمدربين على أعلى مستوى، لذلك فهو يُعد واجهة كبيرة جداً للسياحة العلاجية فى مصر.

وأشار الدكتور «تاج الدين» إلى أن هناك مبانى وأماكن بالفعل حول معهد ناصر يمكن استخدامها فى توسعات وتطوير معهد ناصر ليصبح مدينة طبية متكاملة كما وجَّه الرئيس عبدالفتاح السيسى، لافتاً إلى أنه بعد عملية التطوير من المقرر أن يقدم المعهد الخدمات الطبية المتكاملة للمصريين وغير المصريين وسيتم زيادة السعة الاستيعابية من أجل علاج عدد أكبر من المواطنين من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة وفقاً لرؤية الرئيس السيسى.