قام ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بجولة أوروبية الأسبوع الماضي وصفها الإعلام الأوروبي بـ«الزيارة القوية لمحمد بن سلمان»، حيث نجحت الجولة التي شملت اليونان وفرنسا في تعزيز التحالفات السعودية الأوروبية وفرض الحضور السعودي على كافة المستويات، وأيضا توقيع عدد من الاتفاقيات في عدة مجالات، فضلا عن تطوير الشراكة الاستراتيجية بين المملكة والبلدين الأوروبيين.

نتائج زيارة اليونان

في اليونان، أكدت نتائج الزيارة على علاقات الصداقة الوثيقة بين الرياض وأثينا، وسبل تطويرها في جميع المجالات، كما تم تبادل وجهات النظر حول مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة.

وأشاد ولي العهد ورئيس الوزراء اليوناني بالشراكة القوية التي تربط البلدين وتطورها على مدى السنوات الماضية، وأكدا عزمهما على العمل لتوطيدها لمصلحة شعبي البلدين.

كما أكد الجانبان تميز وقوة العلاقات بين البلدين ورغبتهما المشتركة في الارتقاء بها إلى مستوى استراتيجي.

وتم توقيع مذكرة تفاهم بشأن تأسيس مجلس الشراكة الإستراتيجية السعودي اليوناني، فضلا عن اتفاقيات في عدة مجالات، وكذلك التوقيع على اتفاقية مشروع مد كابل بيانات، تهدف إلى تعزيز البنية التحتية لنقل البيانات بين آسيا وأوروبا، كما تم بحث توليد الكهرباء باستخدام الطاقة المتجددة وإنشاء خط الربط الكهربائي، وتصدير الكهرباء المُنتجة باستخدام الطاقة المتجددة إلى اليونان وإلى أوروبا عبر اليونان.

كما تم بحث التعاون بين البلدين في مجال الهيدروجين النظيف، وتعزيز التعاون متعدد الأبعاد في المجال الدفاعي والأمني، وكذلك توقيع اتفاقيات في مجالات الطاقة والدفاع، ومكافحة الجريمة والعلوم والتكنولوجيا، والاستثمار والرياضة والثقافة، والصحة والمواصفات القياسية، وإدارة المحفوظات والسجلات.

ولي العهد في الإليزيه

استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في قصر الإليزيه بباريس، حيث اتفق الطرفان على تعزيز التعاون الثنائي في العديد من المجالات.

واستعرضت المباحثات سبل تطوير العلاقات الاستراتيجية الثنائية في جميع المجالات، وتم تبادل وجهات النظر حول مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة.

وأكد البلدان على أهمية استقرار أسواق الطاقة العالمية، واستقرار الإمدادات الغذائية من القمح والحبوب لكافة دول العالم وعدم انقطاعها، والحفاظ على وفرة المعروض واستقرار الأسعار.

واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في مجالات الطاقة المتجددة والهيدروجين النظيف، والالتزام بمبادئ الاتفاقية الإطارية للتغيّر المناخي واتفاقية باريس، وضرورة تطوير وتنفيذ الاتفاقيات المناخية.

واتفق البلدان أيضا على تعزيز التعاون الدفاعي في مواجهة التهديدات المشتركة لمصالح البلدين ولأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط.

وأشاد الجانب الفرنسي بجهود المملكة ودعمها للهدنة في اليمن، فيما أعربت المملكة عن تقديرها لدعم فرنسا للجهود الأممية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية وفقًا للمرجعيات الثلاث.

على صعيد آخر، أكد الجانبان دعمهما لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، وأهمية تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية شاملة.

ولفتت المباحثات إلى ضرورة تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية، وفق مبدأ حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، بما يكفل للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وشدّدت المحادثات على أهمية الوصول إلى حلّ سياسي للأزمة في سورية، يحافظ على وحدة الأراضي السورية وسلامة شعبها.

كما تطرقت إلى الجهود الدولية لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، وضمان سلمية برنامج إيران النووي، وحث إيران على التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والمحافظة على مبادئ حسن الجوار.