وجبة الإفطار الخفيفة التي يتباهى بها البعض باتت موضع مراجعة علمية، إذ يبشر العديد من الأطباء وأخصائيي التغذية بفوائد تناول وجبة فطور دسمة.

وتضيف دراسة عن الكشف المبكر عن تصلب الشرايين (PESA) أجريت في إسبانيا، دفعة "بروتينية" لتلك النصيحة، والتي نُشرت هذا الشهر في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب (JACC).

قاد البحث مركز كارلوس الثالث الوطني لأبحاث القلب والأوعية الدموية (CNIC)، والتي شارك فيها أكثر من 4000 موظف في منتصف العمر من كلا الجنسين، بحسب ما ذكره موقع "هيلث لاين".

وراقب الباحثون المشاركين على مدى ست سنوات لملاحظة انتشار وتطور أزمة تصلب الشرايين الكامنة المسمها "تحت الإكلينيكية".

ويستخدم مصطلح "تصلب الشرايين تحت الإكلينيكي" لوصف لويحات تصلب الشرايين، وهي الترسبات الدهنية في جدران الشرايين التي تظهر لأول مرة في سن مبكرة.

وخلص الباحثون إلى أن الأشخاص الذين تناولوا القليل من البروتين في وجبة الإفطار طوروا في المتوسط، ضعف عدد تصلبات الشرايين مثل أولئك الذين تناولوا وجبة فطور غنية بالطاقة.

واعتمد القائمون في عملهم على دراسة الارتباط بين العلامات الجزيئية والعوامل البيئية، بما في ذلك العادات الغذائية والنشاط البدني والإيقاع الحيوي والخصائص النفسية والاجتماعية والتعرض للملوثات البيئية.

ثلاثة أنماط

ولوحظت ثلاثة أنماط فطور مميزة ووجود لويحات تصلب الشرايين في الأفراد الذين لا يعانون من أعراض.

وتناول 20% من المشاركين في الدراسة بانتظام وجبة إفطار غنية بالطاقة، ما وفّر أكثر من 20% من السعرات الحرارية الموصى بها.

النسبة الأكبر، 70% تناولوا وجبة إفطار منخفضة الطاقة (بين 5% و20% من السعرات الحرارية اليومية) و3% إما تخطوا وجبة الإفطار أو تناولوا أقل من 5 في المائة من السعرات الحرارية اليومية.

الأفراد في هذه الفئة الأخيرة أمضوا أقل من خمس دقائق على الإفطار، واستهلكوا القهوة أو عصير الفاكهة فقط.

وقال الباحثون إن النتائج تشير إلى أن تخطي وجبة الإفطار هو أيضًا مؤشر على عادات نمط الحياة غير الصحية بشكل عام، والمرتبطة بانتشار أعلى لتصلب الشرايين.

ووجد فريق البحث أيضًا أن هذه المجموعة تميل إلى اتباع عادات غذائية غير صحية بشكل عام وانتشار أعلى لعوامل الخطر القلبية الوعائية.

إفطار الحصان

نتائج الدراسة واكبت ما يطالب به الدكتور راجافيندرا باليجا، طبيب القلب وأستاذ الطب الباطني في مركز ويكسنر الطبي بجامعة ولاية أوهايو، والذي يقول إن الدراسة شجعته على مواصلة ما أوصى به لسنوات لمرضاه.

ويقول باليجا لمرضاه دائما: "كُل مثل الحصان على الإفطار، وجرو على الغداء، وطائر على العشاء".

وأوضح باليجا أن "اتجاهات تخطي وجبة الإفطار بنسبة 20٪ إلى 30٪ من البالغين تعكس الزيادة في السمنة وما يصاحبها من اضطرابات في التمثيل الغذائي للقلب، بما في ذلك تصلب الشرايين التي لوحظت في هذه الدراسة".

ويكمل باليدج: "بالإضافة إلى تناول وجبة فطور ثقيلة، أشجع مرضاي على تجنب الكربوهيدرات في الليل لأن الكربوهيدرات هي (غذاء وقود) وفي الليل ننام لذلك نحتاج إلى كمية أقل من الكربوهيدرات. أنا أشجعهم على تناول المزيد من البروتين والخضروات في الليل".

ماذا نأكل؟

مارا ويبر أخصائية التغذية السريرية في مستشفى ريتشارد إم روس للقلب بجامعة ولاية أوهايو، تقول إن الصيام يضغط على الجسم، فإن كسر صيامك ليلاً عندما تستيقظ هو أمر أساسي"، وإن تزويد جسمك بأنواع الطعام المناسبة أمر ضروري للمساعدة في إعداد نفسك ليوم ناجح.

وقالت: "قد يوفر لك فنجان قهوة وكعكة دونات سعرات حرارية كافية، لكنهما لن يوفران لك الوقود المناسب الذي تحتاجه للحفاظ على قوتك حتى وقت الغداء".

وأضافت ويبر: "احرص على تناول حوالي 25% من السعرات الحرارية التي تتناولها يوميًا في وجبة الإفطار حتى لا تتضور جوعاً بحلول الظهيرة".

وأكملت: "الشيء المهم الذي يجب أخذه في الاعتبار هو أن الأطعمة يجب أن تكون مزيجًا جيدًا من البروتين والألياف وبعض الكربوهيدرات."