من منا لا يعرف أغنية (طاير يا هوا) أو استمع يومًا للأغنية الشهيرة (عدوية) التي لا زالت تتردد على ألسنة مطربين العصر حتى الآن. 

من منا لم ينسجم يومًا مع أغنية (مغرم صبابة) أو أغنية (عرباوي) إنها جزء من قائمة طويلة من الأغاني الشعبية التي اشتهر بها ملك الموال الشعبي ابن كفر الشيخ المطرب الجليل محمد رشدي الذي يتزامن اليوم الأربعاء الذكرى الـ94 على ميلاده. 

ولد ابن كفر الشيخ في 20 يوليو 1928 ومر بالكثير من المراحل إلى أن وصل لمكانته المرموقة في عالم الغناء العربي فقد قدم العديد من الأغاني الشعبية الشهيرة خلال مشواره الفني إلى جانب مشاركته التمثيلية في 6 أفلام سينيمائية من بينها حارة السقايين وعدوية.

ونظرًا لقوة صوته وتمكنه البالغ في الغناء وشخصيته الكاريزماتية التي استطاعت أن تدخل قلب الجمهور من أوسع أبوابه، قد كون المطرب العظيم مع الملحن بليغ حمدي والشاعر عبدالرحمن الأبنودي ثلاثيًا فنيًا تسبب في انتشار الأغنية الشعبية بشكل واسع.

لكن ما هي علاقته بـ (الست) أم كلثوم و (العندليب) عبد الحليم حافظ وعبد الوهاب؟؟ هذا ما سنتعرف عليه في السطور التالية،،،

(تريقة) أم كلثوم 

صرح نجل محمد رشدي في لقاء إعلامي أن والده الذي يحمل اسم محمد محمد عبدالرحمن الراجحي وحفظ القرآن الكريم في كتابه القرية قد تم اكتشافه على يد الست أم كلثوم أثناء حضورها لإحدى الحفلات وسرد لقاء أبيه بالمطربة العظيمة قائلًا "فريد باشا قال للست أم كلثوم عندي صوت حلو عاوزك تسمعيه، وبالفعل غنى أمامها والدى وكان عمره حوالى 15 سنة أغنية «يا أتوموبيل يا جميل محلاك» للمطربة ملك، وبعد أن انتهى نادته كوكب الشرق، وقالت له وطي كدة هاقولك حاجة، وهمست في أذنه: اسمه اتوموبيل مش يااتومبيل يا فلاح، انطق صح وهزرت معاه، وقالت لعضو البرلمان حرام الولد ده يقعد هنا لازم ينزل مصر ويلتحق بمعهد الموسيقى وهو ما حدث. " 

صندوق قمامة عبدالوهاب

بعد ذلك، قرر أهل قرية الفنان محمد رشدي أن يرسلوه إلى القاهرة ليشق طريقه الفني من خلال أحد أبناء قريته وهو أحمد المنشاوي الذي كان يعمل في مكتب الموسيقار محمد عبد الوهاب. وبالفعل ذهب إليه (رشدي) ظنًا منه أنه ذو مكانة مرموقة في مكتب (عبد الوهاب) إلا أنه اكتشف أنه (فراش) بالمكتب. 

لازم (رشدي) أحمد المنشاوي أثناء ذهابه لمكتب الموسيقار الجليل، وفي إحدى المرات طلب منه أن يسمح له بمشاهدة مكتب الأستاذ، وعندما دخل إلى مكتب وتأمل به وجد ورقة في سلة المهملات الخاصة بعبد الوهاب مكتوب بها كلمات أغنية. فطلب (رشدي) من المنشاوي أن يأخذها فوافق قائلًا " ما دام الأستاذ رماها يبقى مش عاوزها".

قام رشدي بعد ذلك بتلحين هذه الأغنية بنفسه ودخل بها امتحان الإذاعة واستطاع اجتياز الاختبارات بها وهي أغنية "سامع وساكت ليه".

وعندما علم مؤلف الأغنية بالأمر غضب للغاية واشتكى (رشدي) الذي حاول التفاهم معه بعد ذلك ووصلا إلى ترك الأغنية له مقابل إمضاء (رشدي) على وصل أمانة بـ 2 جنيه للمؤلف.

رسوب عبد الحليم حافظ وغيرته الفنية

أكد طارق محمد رشدي خلال لقائه أن والده قد دخل امتحان الإذاعة هو والعندليب لكن والده نجح والعندليب رسب في أول مرة. ثم بعد ذلك، أصبحت العلاقة بين الثنائي تتسم بالغيرة الفنية خاصة بعد أن حقق (رشدي) نجاحًا كبيرًا بأغنية (عدوية) التي حفزت العندليب الذي كان يتربع على عرش الغناء حينها على غناء المواويل الشعبية بعد ذلك وخرج على جمهوره بأغنية "أنا كل ما أقول التوبة".