البطاطا لن تمنع شراء القمح
البطاطا لن تمنع شراء القمح
في ظل المتغيرات والأحداث التي يشهدها العالم والحرب القائمة بين روسيا وأوكرانيا وما قد يترتب علي ذلك من تغيرات في استيراد القمح, ظهر طرح إنتاج الخبز من البطاطا لسد العجز والفجوة الغذائية, حيث إن إنتاج الخبز من البطاطا لن يصبح فقط مجرد بديل مكمل لدقيق القمح ولكنه سيصبح أساسا مع الوقت لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح بالتكامل مع البطاطا. وعرض وزير التموين الدكتور علي مصيلحي قبل أسبوعين طريقتين تدرسهما الوزارة لتحقيق ذلك, وهما استخراج مزيد من الدقيق من الحبوب واستخدام البطاطا في صناعة الخبز.
ضجت وسائل الإعلام بفكرة البطاطا الحلوة وتكاثر المحللون المؤيدون لاستخدامها كبديل أقل سعرا وأكثر بعدا عن سلاسل توريد القمح المتذبذبة حول العالم خلال الأشهر الأخيرة. ولتتبع أين تقف وزارة التموين حاليا في هذه الدراسة وإمكانية تطبيقها, علمت أن الملف لايزال يدرس من قبل مركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة, وعندما يوافق المركز عليه ستبدأ الوزارة في الإنتاج, وستشرف علي الكميات المنتجة من هذه الخلطة في المخابز.
تزرع مصر سنويا حوالي 31 ألف فدان من البطاطا الحلوة, وتنتج منها 450 ألف طن سنويا, إلا أن البطاطا محصول صيفي, مما يعني أننا لا نستطيع الاعتماد عليه طوال العام في إنتاج الخبز لكن تظل أهمية تطبيق هذا المقترح في خفض الواردات من القمح, وإنتاج رغيف خبز قيمته الغذائية مرتفعة.
الجدير بالذكر أنه قبل الإعلان عن التجربة التي نحن يصددها قام مخبز تابع لوزارة التموين قبل عامين في محافظة الوادي الجديد بإنتاج خبز من البطاطا الحلوة, لكن تجربته كانت مبادرة فردية ولم تحظ بموافقة رسمية لتعميمها وتحاول الدولة الآن البحث عن بدائل لترشيد استهلاك القمح في إنتاج الخبز المدعم, في ظل تفاقم أزمة القمح العالمية وارتفاع سعره, وتعتبر مصر من أكبر البلاد استيرادا للقمح, ومن ذلك زيادة نسبة الردة في الخبز المنتج, وبعد اللجوء لخلط الذرة في إنتاج رغيف الخبز من قبل, وهو ما حقق وفرا بنسبة تصل إلي 20%, لكن حتي مع إنتاج الخبز من البطاطا, لن تمنع البطاطا مصر من مواصلة شراء القمح عالميا.
marcelle [email protected]