يزور الرئيس جو بايدن السعودية يومَي 15 و16 يوليو/تموز الجاري، بعد عامين من العلاقات المتوترة، نتيجة مقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي والحرب في اليمن.

فما القضايا الرئيسية التي قد تُناقَش في المحادثات بين بايدن والملك سلمان بن عبد العزيز عاهل السعودية وولي العهد الأمير محمد بن سلمان؟

أولاً: إمدادات النفط

رفض بايدن في البداية التعامل المباشر مع الأمير محمد، بعد تقرير استخباراتي أمريكي يشير إلى تورُّطه في مقتل خاشقجي بالقنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018.

لكن رغبة واشنطن في تحسين العلاقات مع دول الخليج أصبحت أكثر إلحاحاً، بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا.

فقد سلطت الحرب الضوء على أهمية منتجي النفط الخليجيين، إذ يواجه بايدن صعوبات في مكافحة ارتفاع أسعار البنزين في الولايات المتحدة وبناء جبهة دولية موحَّدة لعزل روسيا.

من جانبها نفت الحكومة السعودية أي تورُّط لولي العهد في مقتل خاشقجي، وقالت إن "مقتله جريمة شنيعة ارتكبتها جماعة مارقة".

ودعا بايدن المملكة والمنتجين الخليجيين الآخرين إلى زيادة إنتاج النفط للمساعدة في استقرار الأسعار، التي قفزت نتيجة انتعاش قوي في الاستهلاك من أدنى مستوياته التي وصل إليها، جراء جائحة كورونا والعقوبات على روسيا.

ويُنظَر إلى السعودية والإمارات على أنهما الدولتان الوحيدتان في منظمة البلدان المصدرّة للبترول (أوبك) اللتان تتمتعان بقدرة احتياطية لدعم شحنات النفط العالمية، الأمر الذي قد يخفض الأسعار.

لكن تعليقات أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبايدن على هامش قمة مجموعة السبع والتقطتها الكاميرات، أشارت إلى أن الدولتين الخليجيتين بالكاد تستطيعان زيادة الإنتاج.

والشهر الماضي قال بايدن إنه لن يضغط مباشرةً على السعودية خلال زيارته لزيادة إنتاج النفط.

ثانياً: التطبيع مع إسرائيل

يُتوقّع أن يشجّع بايدن المملكة على إقامة علاقات مع إسرائيل، لتواصل بذلك الولايات المتحدة ضغطها لتشكيل تكتُّل عربي إسرائيلي، يمكن أن يرجّح كفة ميزان القوى في الشرق الأوسط بعيداً عن إيران.

وتأمل واشنطن أن يؤدي مزيد من التعاون إلى اندماج إسرائيل في المنطقة، وقد يؤدّي أيضاً إلى مزيد من التطبيع بين إسرائيل ودول الخليج الأخرى.

وكانت الرياض داعمة للتقارب الإسرائيلي مع الإمارات والبحرين في اتفاقيات "إبراهام" عام 2020 التي توسطت فيها الولايات المتحدة، لكن المملكة لم تصل إلى حد تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

ولتطبيع العلاقات اشترطت السعودية إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967.

وفي يونيو/حزيران الماضي قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، إن بايدن سيساعد إسرائيل خلال زيارته للشرق الأوسط، على تعزيز علاقاتها الإقليمية والارتقاء بتحالفها الأمريكي.

ثالثاً: ملف حقوق الإنسان

تَعهَّد بايدن بوضع حقوق الإنسان في مقدمة سياسته الخارجية، وقد يؤكّد بايدن مجدداً الدعوة إلى مراجعة قضايا "سجناء الضمير" بالمملكة، ورفع حظر السفر وقيود أخرى مفروضة على مدافعين عن حقوق المرأة أُطلقَ سراحهم من السجن في وقت سابق.

وألقت السلطات السعودية القبض على أفراد بارزين من العائلة الحاكمة ونشطاء ومثقفين ورجال دين، فيما ينفي مسؤولون سعوديون وجود أي سجناء سياسيين في المملكة.

رابعاً: حرب اليمن

وافق الطرفان في أبريل/نيسان على اقتراح من الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار، مما أدى إلى تعليق الهجمات الجوية والبحرية والبرية وسمح بدخول الواردات إلى موانٍ يسيطر عليها الحوثيون وإعادة تشغيل مطار صنعاء جزئياً.

وهذه أول هدنة شاملة يُتَّفَق عليها منذ بدء الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف ودفعت اليمن إلى حافة مجاعة.

ومن المرجح أن يطلب بايدن من الرياض إبقاء دعمها للهدنة، واتخذ البيت الأبيض مؤخراً خطوة نادرة، بالاعتراف بالدور الذي لعبه الأمير محمد بن سلمان في تمديد وقف إطلاق النار في اليمن.

خامساً: إيران

تشعر السعودية بالقلق منذ فترة طويلة من جهود إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، الذي خفّف العقوبات المفروضة على طهران في مقابل وضع قيود على برنامجها النووي.

وظلّت جهود إحياء الاتفاق متعثرة منذ شهور، لذا من المرجح أن يثير الأمير محمد هذه المخاوف.

وانتقدت الرياض، التي انخرطت في عدة حروب بالوكالة مع إيران في المنطقة منها حرب اليمن، الاتفاق النووي، وقالت إنه مَعيب لأنه لا يعالج برامج طهران الصاروخية أو شبكة حلفائها في المنطقة، التي تُعتبر مبعث قلق لبعض دول الخليج.

TRT عربي - وكالات