قال الدكتور عبد المنعم السيد، الخبير الاقتصادي والاستراتيجي ومدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، إنَّ العلاقات المصرية الأمريكية تمتد منذ عام 1830 حتى الآن، وخلال العقود الأخيرة شهدت تطورا كبيرا.

وأضاف «السيد»، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أنَّ العلاقات المصرية الأمريكية تتميز بالخصوصية وتخللها فترات كبيرة من الازدهار، مشيراً إلى ارتكازها على المصالح المشتركة.

«واشنطن» حريصة على تعزيز العلاقات مع مصر

وتابع، «إنَّ أوج العلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة كان خلال حقبة التسعينيات»، لافتا إلى تفهم «واشنطن» لأهمية الدور المصري وحرصها على تعزيز العلاقات وتطويرها في مختلف المجالات.

وفسّر «السيد» اهتمام الولايات المتحدة وتفهمها لأهمية الدور المصري، بكون القاهرة شريك حيوي واستراتيجي لواشنطن، وذلك رغم اعتراء العلاقات بعض التوترات ولكنها «تمرض ولا تموت»، على حد تعبيره.

نجاح مصر في مشروعاتها التنموية ومكافحة الإرهاب

وتابع مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، «مصر بالنسبة إلى الولايات المتحدة عنصر استقرار حاليا وسط إقليم مضطرب»، ونجاحها في تنفيذ مشروعات كبرى في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، تزامنا مع استمرارها خلال في تطبيق سياسة نشطة لمكافحة الإرهاب والتطرف وزيادة قدرتها العسكرية، عزز من أهميتها لدى البيت الأبيض.

الدور الإقليمي لمصر

كما أشار «السيد» إلى الدور الإقليمي البارز الذي تلعبه مصر، قائلاً، «لدينا دور إقليمي محوري في المنطقة، خاصةً في القضايا والمشكلات التي نتولى ملفاتها بأجندات نشطة، مثل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي لا تزال القاهرة أحد أهم أطرافه للتهدئة، وكذلك الوضع بالنسبة للملف الليبي عبر التوصل لحل سياسي، والسودان ولبنان».

أهمية توصيل الغاز المصري للبنان

وأكد الخبير الاقتصادي والاستراتيجي، أهمية المبادرة المصرية الأردنية بتوصيل الغاز المصري إلى لبنان عبر الأراضي السورية، وإقامة «القاهرة» علاقات وثيقة مع دول مجلس التعاون والعراق والأردن.

وأضاف، أن أهمية الدور المصري ازدادت بصفة خاصة مع اكتشافات الغاز الطبيعي وإنشاء منظمة غاز شرق المتوسط، التي تضم في عضويتها 8 دول هي، مصر، والأردن، وفلسطين، وإسرائيل، وإيطاليا، وفرنسا، وقبرص، واليونان، ودولتين كمراقبين؛ هما الولايات المتحدة والإمارات.

مصر مركز إقليمي لإسالة الغاز الطبيعي

أشار إلى سعي مصر لأن تصبح مركز إقليمي لإسالة الغاز، لتبرم اتفاقيات مع إسرائيل وقبرص، كما عملت على تطوير علاقاتها السياسية مع اليونان.

وكشف «السيد» عن وصول حجم الاستثمارات الأمريكية التراكمية في مصر إلى 24 مليار دولار، وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن وزارة التجارة، موزعة على عدة قطاعات أبرزها «الطاقة» و«الاتصالات» و«البنية التحتيه» و«الصناعة» و«الزراعة» و«البتروكيماويات».

وتابع، «يوجد في مصر 1.650 شركة أمريكية، مع تبادل تجاري بلغ حجمه 9.1 مليار دولار لعام 2021، من بينها صادرات مصرية بقيمة 3,4 مليار دولار وواردات بقيمة 5,7 مليار دولار».