تخلفت روسيا عن سداد ديونها الخارجية لأول مرة منذ أكثر من قرن. وحسب تقرير نشرته قناة «بي بي سي»، تمتلك روسيا الأموال اللازمة لدفع مبلغ 100 مليون دولار (81.4 مليون جنيه إسترليني) وهي مستعدة للدفع، لكن العقوبات جعلت من المستحيل تحويل المبلغ للدائنين الدوليين.
كان الكرملين مصمماً على تجنب التخلف عن السداد، وهو ما يمثل ضربة كبيرة لهيبة موسكو. ووصف وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف الوضع بأنه «مهزلة».
كان دفع الفائدة البالغة 100 مليون دولار مستحقاً في 27 مايو (أيار). وتقول روسيا، إن الأموال تم إرسالها إلى «Euroclear»، وهو بنك يقوم بعد ذلك بتوزيع المدفوعات على المستثمرين إلا أن الدفعة لم تتم ولم يتسلمها الدائنون بحسب وكالة «بلومبرغ».
ولم يذكر بنك «Euroclear» ما إذا كان قد تم حظر الدفع، لكنه قال، إنه يلتزم بجميع العقوبات التي فرضت بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
على الرغم من أن التخلف عن السداد يمثل ضربة رمزية، فإنه لن يكون له سوى القليل من النتائج العملية المباشرة بالنسبة لروسيا.
عادة ما تجد الدول المتعثرة صعوبة في اقتراض المزيد من الأموال، لكن روسيا ممنوعة أصلاً من الاقتراض في الأسواق الغربية بسبب العقوبات.
تكسب روسيا نحو مليار دولار يومياً من صادرات الوقود الأحفوري، وقال وزير المالية الروسي في أبريل (نيسان)، إن البلاد ليس لديها خطط لاقتراض المزيد.
كانت آخر مرة تخلفت فيها روسيا عن سداد ديونها الخارجية في عام 1918، أثناء الثورة البلشفية عندما رفض الزعيم الشيوعي فلاديمير لينين سداد ديون الإمبراطورية الروسية.
كان آخر تخلف عن سداد ديون لروسيا من أي نوع في عام 1998 حين هزت البلاد أزمة الروبل خلال النهاية الفوضوية لنظام بوريس يلتسين. في ذلك الوقت، فشلت موسكو في الاستمرار في سداد مدفوعات سنداتها المحلية، لكنها تمكنت من عدم التخلف عن سداد ديونها الخارجية.
بدت روسيا في مسار حتمي للتخلف عن السداد منذ أن فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي العقوبات لأول مرة في أعقاب غزو أوكرانيا. أدى ذلك إلى تقييد وصول البلاد إلى الشبكات المصرفية الدولية التي من شأنها معالجة المدفوعات من روسيا للمستثمرين في جميع أنحاء العالم.
