لفتت مجلة «تايم» الأمريكية إلى أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي نجا للتو من تصويت بعدم الثقة، قد يبقى بالسلطة لبعض الوقت.
وبحسب تقرير لـ «إلويز باري»، نجا رئيس الوزراء البريطاني من تصويت مرير لحجب الثقة الأسبوع الماضي، بعد أن أعلن 148 مشرعا من حزبه، أي أكثر من 40% من أعضاء البرلمان المحافظين، أنهم فقدوا الثقة في قدرته على قيادة حزبهم وحكم البلاد.
ومضى التقرير يقول: كان جونسون غارقا في فضيحة بعد تحقيق رسمي في سلسلة من الحفلات غير القانونية في مكتبه في داونينج ستريت، والتي حدثت خلال عمليات الإغلاق على مستوى البلاد بسبب وباء كورونا.
وأضاف: بينما توقع العديد من الصفحات الأولى للصحف البريطانية أن فوز جونسون في التصويت بهامش أقل من تيريزا ماي، عندما واجهت تحديا مشابها في 2018 يمثل بداية رحيله عن السلطة في نهاية المطاف، إلا أن بعض المراقبين يعتقدون أنه قد يحتفظ بالسلطة لبعض الوقت.
وتابع: بعد تلقيه غرامة في أبريل من شرطة لندن العاصمة لحضوره أحد التجمعات غير القانونية في يونيو 2020، أصبح جونسون أول رئيس وزراء بريطاني يثبت أنه خالف القانون أثناء وجوده في منصبه.
وأردف: كان العرف السياسي في المملكة المتحدة منذ فترة طويلة هو أن أي انتهاك وزاري للقانون يتطلب الاستقالة، قبل أن يعدل جونسون القانون قبل التحقيق الرسمي.
واستطرد: لكن جونسون تعهد بعدم الاستقالة بسبب ما وصفته وسائل الإعلام بفضيحة حفلات الوباء، ما أجبر البعض داخل حزبه على سحب دعمهم لقيادته.
وأردف: رغم أن المحافظين يقودون أغلبية كبيرة في البرلمان، فإن أزمة الحفلات أثارت غضب الرأي العام البريطاني، ما أثار مخاوف من أن يعاقب الناخبون الحزب خلال الانتخابات العامة المقبلة في عام 2024.
وتابع: من المتوقع أن تشهد الانتخابات الفرعية القادمة في 23 يونيو في دائرتين انتخابيتين للمحافظين، والتي تقررت بسبب استقالة اثنين من المشرعين، الأول بعد إدانته بالاعتداء الجنسي على صبي يبلغ من العمر 15 عاما، والآخر لمشاهدته مواد إباحية في مجلس العموم، تراجعا في نصيب المحافظين من الأصوات.
ونقل عن جورج إيتون، المحرر البارز في «نيو ستيتسمان»، تغريدته بعد التصويت بحجب الثقة: المشكلة الأكبر لبوريس جونسون ليست في مدى عدم شعبيته بين أعضاء حزب المحافظين؛ إنها مدى عدم شعبيته بين الجمهور.
وأضاف التقرير: تتوقع استطلاعات الرأي أن حزب العمال يستعد لاستعادة أحد مقاعده في ويكفيلد، في شمال إنجلترا بعد خسارته أمام المحافظين في الانتخابات العامة لعام 2019.
وأردف: في ذلك الوقت، قاد جونسون حزبه إلى أكبر أغلبية انتخابية له منذ عقود، جزئيا عن طريق إقناع الناخبين في بعض المناطق الداعمة لحزب العمال بأنه سينجز خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وتابع: وفقا لاستطلاع أجرته شركة الأبحاث «JL Partners»، فإن إنكار جونسون الأولي لوقوع تجمعات غير قانونية في داونينج ستريت أثناء عمليات الإغلاق المرتبطة بوباء كورونا هو السبب الرئيسي وراء الدعم المتزايد لحزب العمال.
ومضى يقول: رغم أن جونسون وداعميه قالوا «إن الوقت قد حان لإنهاء الخلاف حول القيادة»، فإنه من غير المتوقع أن تتلاشى قصة فضيحة الحفلات من عناوين الأخبار قريبا.
وأردف: من المتوقع في الأسابيع المقبلة أن تظهر نتيجة تحقيق مستقل فيما إذا كان جونسون قد ضلل البرلمان بشأن حفلات الإغلاق.
وأضاف: أخبر جونسون المشرعين سابقا أنه لم يتم انتهاك قواعد الإغلاق من قبل موظفيه، وهو ادعاء نفت مصداقيته التحقيقات الرسمية وشرطة لندن.
وتابع: إذا تبيَّن أن جونسون قد ضلل البرلمان عمدا، فمن المتوقع أن يستقيل، ومع ذلك فإن هذه العملية ليست مباشرة، حيث يتطلب القانون إثباتا على أن جونسون خدع المشرعين عن قصد.
