بقلم: سعيدة رامضي
الشابات عماد الأمة، ونساء غدها، وصانعات مستقبلها. لذا يتوجب العناية بهن، وتمكينهن من اكتساب الوسائل العلمية والاقتصادية والاجتماعية التي تأهلهن لتأمين مستقبلهن والمشاركة في بناء مجتمعاتهن. وقد أولى الإسلام هذه الفئة العمرية أهمية خاصة، إن على مستوى الخطاب، أو على مستوى الممارسة. ووصف الخطاب القرآني هذه الفترة الحيوية من عمر الإنسان بالفتوة.
فما مدلولها الشرعي؟ وماهي مقتضياتها العملية؟ وهل يستطيع شبابنا بصفة عامة، وشاباتنا بصفة أخص الثبات على الاستقامة وترسيخ أقدامهن في غرس الفضيلة وحسن الخلق، بل يتعدى الأمر إلى حمل هم الأمة والتهمم بمصيرها، بالمشاركة الفعالة واليقظة في نهضتها، والتصدي لمخططات الإفساد والتضليل والتبعية؟
هذا ما سنحاول في هذا الموضوع بسطه وفق المحاور التالية:
أولا: ماذا تعني كلمة فتوة؟
ثانيا: كيف ترسخ الشابة قدمها في طريق الاستقامة؟
ثالثا: مشاركة الشابة في بناء المجتمع مطلب وهدف
أولا- معنى كلمة فتوة
جاء في حديث لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سبعةٌ يُظِلُّهم اللهُ في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلُّه: إمامٌ عادلٌ وشابٌّ نشَأ في عبادةِ اللهِ تعالى..” .
وقال ابن عباس: ما بعث نبيا إلا وهو شاب، ولا أوتي العلم إلا وهو شاب، واقرأ (قالوا سمعنا فتى)، (وإذ قال موسى لفتاه)، و(إنهم فتية)، وخص الله تعالى سيدتنا مريم الشابة الطاهرة العفيفة القانتة بسورة كاملة، يتعبد بها آناء الليل وأطراف النهار إلى يوم القيامة، ليؤكد على أهلية الأنثى للصلاح والخيرية، وذكر تبتلها ولزومها محراب العبادة، فقال تعالى: (يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين).
وقال صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: “يَعْجَب ربُّك من الشاب ليست له صَبوة”. والصَّبوة هي المَيل والانحراف واتباع للهوى، لذا أثنى الله ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم على الشباب المستقيم الطاهر العفيف.
تتضح لنا من خلال هذه النصوص العناية الفائقة التي أولاها الإسلام للشباب، فهم حملة الرسالات، ومستقر الوحي، ونموذج الصلاح والفضيلة والعفة.
وعرف الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله كلمة الفتوة قائلا: “نقصد بالفتوة كرم النفس الذي يدفع المؤمن للاستعلاء على الطاغوت، فيكسر الأصنام، ويبذل روحه في سبيل الله. ونقصد بها إلى جانب هذا الرفق مع المؤمنين، وخدمتهم، وتوطئة الكنف لهم.. أما فتوة البناء فتريد صبرا وخلقا.. الفتى يحمل، ويصل، ويجمع، ويفدي إخوته…”.
لكن الثبات على الاستقامة غاية صعبة المنال في ظل هيمنة تيار العولمة، وما يصاحبه من تأثير للثقافات الأخرى، وما تحمله من انحلال فاضح على مستوى القيم والأخلاق.
فكيف السبيل لتحصين شاباتنا من تيارات الفتنة الجارفة، فيقفن كالجبال الراسيات ضدها، ويشكلن سدا منيعا في وجه مخططات الإفساد والميوعة، فيكن بحق نماذج يحتدى بها، ولعمري القدوة الحسنة أبلغ من ألف موعظة.
ثانيا- كيف ترسخ الشابة قدمها في طريق الاستقامة؟
على المؤمنة العض بالنواجذ على لزوم عتبة الصحبة الصالحة فهي مفتاح كل خير، وبها تثبت قدمها في طريق التوبة والإنابة إلى الله تعالى، وطلب مقامات الإحسان، وهذا يحيلنا إلى التعريج على مفاتيح التربية الثلاثة: الصحبة والجماعة، الذكر، الصدق.
تتمة المقالة على موقع مومنات نت.