يبدو أن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز يحاول منذ عام على اجتماعه في 14 يونيو في السنة الماضية، مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن في أروقة مقر حلف شمال الأطلسي (الناتو)، كسب ود الأخير،في ظل التهديدات التي صارت تشكله روسيا والتنبيهات الاقتصادية، والتحالفات الإستراتيجية في منطقة المتوسط الأخاذة في إعادة ترتيب للأولويات وأوراق الضغط. من هنا تراهن إسبانيا وفق إعلامية على واشنطن والمغرب في تعويض الغاز الجزائري.
صحيفة“ Voz populi ”الإسبانية، أن المغرب هو الحليف الاستراتيجي لأمريكا في شمال إفريقيا والجزائر هي الشريك الكلاسيكي لروسيا في تلك المنطقة الجغرافية، مبرزا أن فريق جو بايدن يقف وراء تحسن العلاقات بين حليفيه إسبانيا والمغرب، في خضم الأزمة بين الغرب وروسيا، ليحقق بايدن من خلال هذه العملية علاقة أفضل بين الدولتين ويضمن الحفاظ على مكانته كأكبر موردا للغاز في إسبانيا.
وأوردت أن إسبانيا “تلعب دورا نشطا لأنها تربط قضية الطاقة بمصالحها في السياسة الخارجية، انطلاقا من عزم مدريد تنويع مورديها في مجال الهيدروكربونيين”، وقالت أنه من هنا جاء تغير العلاقة مع الجزائر في مقاربتها للمغرب، وتبتها زيارة قائدي قطر ونيجيريا.
وبحسب الصحيفة إن نيجيريا، وفق التقرير، القوة العظمى لغرب إفريقيا، والتي زادت شحناتها من ناقلات الغاز الطبيعي المسال إلى الموانئ الإسبانية، إلى جانب الولايات المتحدة، بعد إغلاق أحد خطوط أنابيب الغاز الجزائرية، إذ بدأت أبوجا عام 2021 بتمثيل 7.9 % من إجمالي الغاز الذي يدخل إسبانيا، وبعد إغلاق خط أنابيب المغرب العربي في نونبر، ارتفعت إلى 17.4 %، و ليس من قبيل المصادفة أن أمريكا ونيجيريا هبتا لإنقاذ إسبانيا عندما توقف الغاز الجزائري عن الضخ بسبب صراع الجزائر مع المغرب، مشيرة لوجود علاقات قوية ثلاثية بين أبوجا والرباط وواشنطن.
وقالت إن قطر هي ثاني أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم، لكن إسبانيا في الوقت الحالي ليست مشتريا مفضلا لقطر، وفقا لبيانات كوريس، مبرزة أنه في الربع الأول من عام 2022، الكاد يمثلون الوافدين من الشرق الأوسط قطر وعمان نسبة 3 % من مصدري الغاز إلى مدريد، مع انخفاض الشحنات من الدوحة بنسبة 67.4 % بين يناير ومارس.
وأضافت أن إسبانيا تريد استعادة مكانة متميزة في علاقتها مع الولايات المتحدة، وإن وضع الحرب الروسية يجعلها تعزز العلاقة الجيوسياسية كما هو الحال في قضية الطاقة في سيناريو المصالح هذا، بدلا من القيم، تعد الطاقة عاملا رئيسيا، فمدريد لها دور نشط لأنها تربط قضية الطاقة بمصالح سياستها الخارجية”.
وأوضحت“ Voz Populi ”أنه منذ بداية هذا العام، زودت أمريكا إسبانيا ب 34.6 % من حاجياتها من الغاز الطبيعي، وهي أكبر كمية من الغاز الأمريكي في تاريخ سجلات مؤسسة الاحتياطيات الاستراتيجية للمنتجات البترولية (كوريس: Cores) التي يعود تاريخ إحداثها إلى عام 2004، مشيرة إلى أنه رقم يتجاوز بكثير رقم 25 % الذي افترضته ناقلات الغاز الطبيعي المسال الأمريكية في النشرة الإحصائية للهيدروكربونات في دجنبر 2021.