عزّز ريال مدريد الإسباني بعد تتويجه القياسي باللقب الـ14 لدوري أبطال أوروبا، مكانته باعتباره النادي الأكثر نجاحًا في أوروبا، متميزًا بفترات هيمنة تنوّع أبطالها بين دي ستيفانو وزيدان مرورًا بالنجوم الخارقين.

ثلاثية زيدان

أنشيلوتي وبنزيمة مجددا إلى القمة

كادت العلاقة بين ريال مدريد والكأس ذات الأذنين الكبيرتين تتوقف العام الماضي. كان الرئيس فلورنتينو بيريس أحد المروجين لبطولة السوبر ليغ المغلقة بين الأندية الثرية، قبل إحباطها إثر اعتراض جماهيري-سياسي. لكن ريال بقي وفيًا للمسابقة الأولى، فقاده أنشيلوتي إلى لقبه الرابع عشر في 2022 على حساب ليفربول (1-صفر)، مع المخضرم بنزيمة (15 هدفًا قبل النهائي) هدّاف المسابقة.

الثلاثي الساحر

انضمّ ألفريدو دي ستيفانو الأرجنتيني الأصول إلى ريال مدريد عام 1953 في عهد الرئيس التاريخي سانتياجو برنابيو، وعاش نادي العاصمة أول عصر ذهبي أوروبي له.

في النهائي الأول ضمن كأس الأندية الأوروبية البطلة «دوري أبطال أوروبا راهنًا» الذي خاضه الملكي أمام رينس الفرنسي في باريس في الـ13 من يونيو 1956، تخلف الميرينجي صفر/2. لكن بقيادة دي ستيفانو، قَلَبَ الملكي الطاولة على ريمون كوبا ورفاقه وخرج فائزًا 3/4، ليحرز أول ألقابه الـ5 المتتالية. بعد قدوم ريمون كوبا في أغسطس 1956، ثم المجري فيرينتس بوشكاش في 1958، هيمن الثلاثي الهجومي على القارة العجوز لعدة مواسم، وساهم بصناعة تشكيلة أسطورية جعلت من ريال مدريد «فريق القرن العشرين» بحسب الاتحاد الدولي (فيفا). بعد رينس في 1956، أضاف ريال إلى لائحة ضحاياه في المباريات النهائية حتى 1960 كلًا من فيورنتينا وميلان الإيطاليين، رينس مجددًا وأينتراخت فرانكفورت بعد رحيل كوبا في 1959، ما أفسح المجال لدي ستيفانو (3 أهداف) وبوشكاش (4) بإلحاق هزيمة تاريخية بالفريق الألماني 7/3. وأكمل ريال عصره الذهبي الأول بلقب سادس عام 1966، عندما كان العلامة المشتركة جناحه الأيسر فرانسيسكو خنتو (المتوفى في يناير 2022)، صاحب الرقم القياسي بعدد مرات إحراز اللقب (6).

ثلاثية زيدان

نجح الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدرب الحالي لريال، في مروره الأوّل على رأس ريال وقاده إلى اللقب العاشر، بعد نهائي مشوّق ضد جاره أتلتيكو مدريد 1/4 بعد التمديد عام 2014. كان مساعده آنذاك زيدان في بداية مشواره التدريبي. استلم المهمة الأساسية في 2016، وأكمل المشوار مع النجوم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الويلزي غاريث بايل والفرنسي كريم بنزيمة، ومن محاولته الأولى، قاد زيزو ريال إلى نهائي 2016 وتغلّب مجددًا على أتلتيكو بركلات الترجيح.لقب جديد في الموسم التالي ضد فريقه السابق يوفنتوس 1/4، ثم الثلاثية أمام ليفربول 1/3 في 2018، ليصبح زيدان أول مدرب في التاريخ يحرز اللقب ثلاث مرات تواليًا.

نهضة وجالاكتيكوس

بعد صيام 32 عامًا وعدة خيبات في النهائي (1962، 1964، 1981)، عاد ريال مدريد إلى الواجهة مع راوول، البرازيلي روبرتو كارلوس والفرنسي كريستيان كارمبو ليحرز عام 1998 لقب دوري أبطال أوروبا بتسميته الجديدة بقيادة المدرب الألماني يوب هاينكس، على حساب يوفنتوس الإيطالي ونجمه الفرنسي زين الدين زيدان (1-صفر). بلقبه السابع، استهل «البيت الأبيض» حقبة جديدة قبل قدوم الجالاكتيكوس. بعدما كان لاعبًا في التشكيلة الخاسرة في نهائي 1981 ضد ليفربول الإنجليزي، لعب فيسنتي دل بوسكي دور المدرب الناجح وقاده إلى لقب 2000 ضد مواطنه فالنسيا (3/صفر) قبل قدوم رئيس جديد، ومثّل وصول فلورنتينو بيريس بداية حقبة اللاعبين القادمين من «مجرّة» مختلفة «جالاكتيكوس»، فأصبح ريال مدريد علامة تجارية عالمية نتيجة انتقالات رنّانة: البرتغالي لويس فيغو مقابل 58 مليون يورو عام 2000، زيدان مقابل 77 مليون يورو في 2001، البرازيلي رونالدو مقابل 43 مليون يورو في 2002 والإنكليزي ديفيد بيكهام مقابل 35 مليون يورو في 2003. نجوم لم يضيفوا سوى لقب قاري وحيد في غلاسكو عام 2002 ضد باير ليفركوزن الألماني، عندما سجّل زيدان من كرة رائعة على الطائر.