قالت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية، إن الحرب الروسية الأوكرانية والمأزق السياسي في كاراكاس، مثلا فرصة لفجر جديد في العلاقات بين الولايات المتحدة وفنزويلا.

وبحسب تقرير للصحيفة البريطانية، قبل أكثر من عام بقليل، كان المسؤولون الأمريكيون ينتقدون علنا احتمال التعامل مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي وصفوه أنه «ديكتاتور».

وأضافت: أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس، في فبراير من العام الماضي، أن قمعه وفساده وسوء إدارته تسببوا في واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية خطورة، والتي شهدها هذا النصف من الكرة الأرضية، مستبعدا أي اتصال مع مادورو في أي وقت قريب.

ومضى التقرير يقول: مع ذلك، يبدو أن عام 2022 قد بشَّر بفجر جديد للعلاقات بين واشنطن وكراكاس؛ حيث أدت التحولات الجيوسياسية الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا والمأزق السياسي في الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية المدمرة اقتصاديا إلى إعادة تفكير من قبل أعضاء إدارة جو بايدن في السياسة الرئيسية المتبعة مع كاراكاس، وقدمت لزعيم فنزويلا الاستبدادية شريان حياة سياسيا كان بعيد الاحتمال.

وأردف: أعلنت الولايات المتحدة قبل أيام عن تخفيف لطيف للعقوبات الاقتصادية التي أمضتها سنوات للضغط من أجل التغيير السياسي في فنزويلا، بما في ذلك ضد ابن شقيق سيدتها الأولى، وهي خطوة احتفل بها كبار أعضاء حكومة مادورو.

وتابع: يرى البعض أن تغيير موقف واشنطن كان نتيجة مباشرة لحرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد أوكرانيا، في مارس، بعد أيام من بدء الهجوم الروسي، سافر كبار المسؤولين الأمريكيين إلى كاراكاس في أول لقاء لهم مع ممثلي مادورو منذ سنوات.

وأضاف: كانت تلك الزيارة مدفوعة جزئيا برغبة الولايات المتحدة في زيادة إنتاج النفط في فنزويلا، التي تضم أكبر احتياطيات مؤكدة في العالم، من أجل كبح أسعار النفط العالمية، التي ارتفعت نتيجة الحرب.

ونقل عن كريستوفر ساباتيني، الخبير في شؤون أمريكا اللاتينية في تشاتام هاوس، قوله: إن الحرب في أوكرانيا دفعت أيضا إلى إعادة التفكير في كاراكاس، التي كانت في أمَس الحاجة إلى أسواق جديدة لنفطها، صحيح أن أسعار النفط ارتفعت مع الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن بسبب العقوبات، تزيد روسيا الآن من بيع نفطها إلى الصين، التي كانت السوق الرئيسية لفنزويلا.

وتابع ساباتيني قوله: مع ذلك، أعتقد أن تحوُّل واشنطن قد تم التخطيط له قبل غزو بوتين بفترة طويلة، في سياق إدراك الولايات المتحدة أن سياسة الضغط الأقصى في عهد ترامب، والتي تم بموجبها استخدام عقوبات قاسية لمحاولة الإطاحة بمادورو واستبداله بزعيم المعارضة الشاب خوان غوايدو، قد فشلت، وهذا دليل على أن الولايات المتحدة والكثير من المجتمع الدولي راهنوا على حل لم ينجح ببساطة.

وأضاف ساباتيني: هذا بمثابة لعنة لبعض الناس في الكونجرس الأمريكي، إنه لعنة بالنسبة لبعض عناصر المعارضة الفنزويلية الذين كانوا يأملون ويحلمون دائما بنوع من الانهيار للحكومة، وفرار مادورو وأعوانه.