الشمس قد لوحتنى
الشمس قد لوحتنى
قيل أن نقطة مياه صافية سقطت على الأرض فاختلطت بترابها واصبحت طيناً، حزنت النقطة على حالها أيما حزن، ازداد الأمر سوءاً فسرعان ما سطعت أشعة الشمس وبدأت النقطة تسخن وتتألم وتتأوه. قالت لها الرياح: صبراً، لكن الحرارة كانت تزداد والألم يشتد إلى أن وصلت إلى الغليان، وهى تصرخ بشدة كفى كفى.. وعندها تبخرت النقطة فى الهواء لتستعيد صفاءها ونقاوتها من جديد، حملتها الرياح بفرح لتضمها إلى السحب السامية فى السماء.
نقطة المياه هى كل نفس تحيا على هذه الأرض المليئة بالآلام، والشمس هى شمس التجارب الممحصة والرياح هى الكنيسة التى تعلم أولادها قبول التجربة بالصبر والطاعة والفرح حتى تحملنا إلى سموات القديسين..
لذلك “نفتخر أيضا فى الضيقات عالمين أن الضيق ينشئ صبراً والصبر تزكية والتزكية رجاء والرجاء لا يخزى” (رو٣:٥)
ولكن مع هذا لا يتركنا الله لشمس التجارب الحارقة دون معونة حتى لا يفنى إيماننا “سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكى يغربلكم كالحنطة ولكنى طلبت من أجلك لكى لا يفنى إيمانك” (لو٣٢:٢٢).
إن كان الموت هو طريق الأرض كلها فالألم هو صبغة الحياة الأرضية “بضيقات كثيرة ينبغى أن ندخل ملكوت الله” (اع٢٢:١٤).
يندفق الإنسان من بطن أمه ومع أول أنفاس الحياة يصيح بأول صرخاتها وهكذا تتناوب على الإنسان المحن والأخطار، فإن كانت يا رب هذه هى إرادتك فاعطنا يا الله أن تنفتح بصائرنا على المنافذ التى وعدت بها مع التجربة
“ولكن الله أمين الذى لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون بل سيجعل مع التجربة أيضا المنفذ لتستطيعوا أن تختملوا” (١كو١٣:١٠).