تقيم مجموعة من المهاجرين غير النظاميين منذ شهور في حظيرة سيارات في بانتان، إحدى ضواحي العاصمة الفرنسية باريس، بينهم عائلات لديها أطفال، في ظروف صعبة وصفوها بأنها غير إنسانية.

ويعيش ما يقرب من 150-200 مهاجر غير نظامي، أغلبهم من الأفغان والإيرانيين والمغاربة في الحظيرة بعد أن تحوّل إلى مخيم للمهاجرين الذين قدموا إلى فرنسا عبر عديد من الدول أملاً في حياة أفضل.

ويواصل هؤلاء المهاجرون حياتهم بالمساعدات التي يتلقونها من بعض منظمات المجتمع المدني.

الصراع من أجل البقاء

ويضمّ المخيم نحو 90 خيمة تضمّ مهاجرين غير نظاميين تركوا ذويهم وراءهم، بالإضافة إلى ثلاث عائلات لديها أطفال.

وتمتلئ صناديق القمامة في المخيم بالمخلفات، ويعلّق المهاجرون المقيمون به ملابسهم على الأسوار المحيطة بالمخيم حتى تجفّ.

وليس بالمخيم سوى أربعة مراحيض متنقلة، ولا مكان للاستحمام، ويشعل المهاجرون النيران في القمامة من أجل التدفئة.

وتنفّذ الشرطة دوريات يومية حول المخيم لمراقبته والتقاط الصور وإحصاء عدد المقيمين به.

وفي حديث للأناضول ذكر المهاجرون معاناتهم وصراعهم في المخيم من أجل الحياة.

وقال الأفغاني زكي (24 عاماً) إنه غادر بلاده قبل 4 سنوات، وعمل في إسطنبول لمدة ثلاث سنوات، ثم وصل إلى فرنسا مروراً بعديد من دول البلقان.

الدولة لا تهتمّ بالمهاجرين

وأوضح زكي أنه وجد مهاجرين غير نظاميين مقيمين في فرنسا منذ ثلاثة أشهر، إلا أن الدولة لا تهتمّ بهم، مشيراً إلى أنه فكر في مغادرة فرنسا بسبب ذلك.

وأضاف أن المهاجرين غير النظاميين الذين يرغبون في مغادرة فرنسا يفضلون دولًا مثل ألمانيا وإيطاليا، لأن بهذه الدول مخيمات مخصصة للمهاجرين، كما أن الدولة تهتمّ بالمهاجرين المقيمين بتلك المخيمات.

من ناحية أخرى قال أحد المهاجرين، رافضاً ذكر اسمه، إن بعض منتسبي وسائل الإعلام جاء إلى المخيم للتصوير والتحدث معهم من قبل، إلا أن هذا لم يسهم في شيء، ولم تُتّخَذ خطوات لتحسين ظروفهم المعيشية.

وأفاد بأنه رغم صغر سنه يشعر بالشيخوخة بسبب الظروف الصعبة التي يعيشون بها والتي وصفها بأنها غير إنسانية.

​​جدير بالذكر أنه في نهاية 2021 أقامت مجموعة من المهاجرين بينهم عائلات لديها أطفال، وأطفال آخرون بلا أهل، لأسابيع في خيام بنفق تحت جسر في باريس لعدة أسابيع في طقس شديد البرودة.

TRT عربي - وكالات