تايوان، هكذا نريدها أيضا
تايوان، هكذا نريدها أيضا
تحت العنوان أعلاه، كتب فيكتور بيروجينكو، في "إزفيستيا"، عن محاولات الولايات المتحدة جر الصين إلى أزمة مشابهة للأزمة الأوكرانية.
وجاء في مقال بيروجينكو، الخبير في مركز البحوث بين الثقافات بجامعة هوتشو (الصين):
بحسب رأي مشترك بين الخبراء الأمريكيين، يشكل خطر المواجهة الاستراتيجية مع روسيا والصين في الوقت نفسه "كابوسا جيوسياسيا" لإدارة بايدن. ولكن الأزمة الأوكرانية وتفاقم الوضع حول تايوان فتحا الطريق أمام واشنطن لحل هذه المشكلة: إثارة أزمتين معا في منطقة مصالح روسيا والصين الحيوية، دون انتظار أن تأتي لحظة تصعيد في أوكرانيا وتايوان مفاجئة للولايات المتحدة.
وفقا للبيت الأبيض، يجب على موسكو وبكين إما أن تتصالحا مع الوجود الجيوسياسي الأمريكي على حدودهما، أو أن تردا بقوة على التهديدات لأمنهما، وتُستنزفا، بالتالي، في صراعات منهكة، وتجدا نفسيهما معزولتين عن بقية دول العالم. الهدف النهائي للولايات المتحدة واضح: إزاحة روسيا والصين من طريق استعادة الهيمنة الأمريكية على العالم.
في الوقت الحالي، تحشو واشنطن تايوان بأحدث الأسلحة الأمريكية وتثير هستيريا إعلامية حول "التهديد الصيني"، في محاولة لتحويل جيران الصين ضدها وعزلها.
وهذا يعطي الإدارة التايوانية وهم الأمان، ويدفعها إلى عدم الرغبة في استمرار الحوار البنّاء مع الصين القارية. في هذا الصدد، تنصح جمهورية الصين الشعبية السياسيين التايوانيين بأن لا يفوتهم مآل التجربة الأوكرانية المحزنة: مدى سهولة تحويل الولايات المتحدة المنطقة الإشكالية إلى مادة للاستهلاك في سبيل مصالحها.
إن عيب مخطط التحريض المتتالي لأزمتي أوكرانيا وتايوان هو أنه مدمر في المقام الأول للولايات المتحدة نفسها. فبالنتيجة يضعف شركاء واشنطن في أوروبا وتبتعد دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ عنها. وهكذا، فعدم التناسب بين قدرات أمريكا وطموحاتها الجيوسياسية يتزايد بشكل واضح.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب