استضاف مجلسى الأعمال المصري الكندي والأعمال المصري للتعاون الدولي برئاسة المهندس معتز رسلان، الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي والقائم بأعمال وزير الصحة والسكان فى ندوة تحت عنوان: “ النظام الصحى فى مصر بين الواقع والطموحات ”.. وقال المهندس معتز رسلان، في بداية اللقاء لا أحد ينكر أن ملف الصحة فى مصر كان التحدى الأكبر للحكومات المتعاقبة ولم تنجح كل الجهود التى بذلت لسنوات طويلة في الإرتقاء بخدمات الرعاية الصحية وتلبية طموحات وآمال المواطنين، والأسباب كثيرة أذكر منها ضعف الإنفاق وغياب الوعى ونقص الكوادروغيرها الكثير.

وأضاف ” رسلان ” ، قائلاً : بالتأكيد كان من الصعب استمرار الوضع الصحى فى مصر بهذا الشكل وإلا كانت العواقب ستكون وخيمة ، لذلك فقد أولت القيادة السياسية ملف الصحة اهتمامًا كبيرًا ووضعته على رأس أولوياتها، ليشهد تحولاً جذريًا سُاهم فى التخفيف من حدة تداعيات الوباء، حيث أنطلقت جهود الدولة فى اتجاهين أساسيين ، ( الأول: إعادة تأهيل البنية التحتية الصحية وتطويرها ، والثانى : إطلاق حزمة من الإصلاحات الصحية ، للإسراع في توفير الخدمة بشكل سريع بمعايير جودة عالمية ) .. وما يدلل على الرغبة فى الإرتقاء بالمنظومة الصحية ، زيادة موازنة الصحة بنحو 300% من 32 مليار جنيه عام 2013 إلى 108 مليارات جنيه العام الحالى .

لكى تنجح يجب أن تؤمن بأنك قادر على النجاح

واستطرد رئيس مجلسى الأعمال المصري الكندي والأعمال المصري للتعاون الدولي ، قائلاً : كل هذه النجاحات ما كان لها أن تتحق لولا وجود الإرادة والقدرة، فكما يقول المفكر والفيلسوف اليونانى كازان تزاكيس ” لكى تنجح يجب أن تؤمن بأنك قادر على النجاح ” .. وبالفعل انعكست هذه الجهود على تقدم مصر فى مؤشر تحقيق التغطية الصحية الشاملة ، لتحقق فى مؤشر التأمين الصحى الشامل 70 نقطة عام 2019 مقابل 65 نقطة فى 2017 ، و46 نقطة عام 2005 .

وقال المهندس معتز رسلان : ضيفنا اليوم ، طبيب جراح ، يمتلك سجلاً حافلاً بالإنجازات والخبرات التى تؤهله لتولى ملف الصحة إلى جانب حقيبة التعليم العالى والبحث العلمى ، وقد نجح بإقتدار خلال الشهور القليلة الماضية فى إدارة هذا الملف بامتياز، فهو حاصل على ماجستير طب وعلاج اللثة 1989، وشهادة البورد الامريكى بالولايات المتحدة عام 1993، ثم درجة الدكتوراة من جامعة تكساس الأمريكية عام 1995، شغل منصب عميد كلية طب أسنان عين شمس ، كما شغل منصب نائب رئيس جامعة عين شمس لشئون الدراسات العليا والبحوث ، و تم اختياره وزيرًا للتعليم العالى والبحث العلمى فى فبراير 2017 ، وفى أكتوبر الماضى تم تكليفه للقيام بأعمال وزارة الصحة.

مصر .. وحلبة المنافسة فى سباق اللقاحات

وقال المهندس “رسلان” : لقاء اليوم هو الثالث مع الدكتور خالد عبد الغفار بمجلس الأعمال المصرى الكندى ، حيث كان اللقاء الأول فى يناير 2019 ، ولمسنا خلاله الطفرة التى تحققت فى ملف التعليم العالى والبحث العلمى ، وما تحقق من إنجازات وتوسع فى إنشاء الجامعات الحكومية ، وأفرع الجامعات الأجنبية لأول مرة في مصر ، وأيضاً إنشاء مراكز ووحدات للقياس والتقويم .. لتتقدم مصر 9 مراكز في التصنيف العالمي لجودة التعليم، فى مؤشر قوى لعودة الريادة للجامعات المصرية بالمنطقة العربية ، وفى يوليو 2020 كان اللقاء الثانى مع معالى الوزير ولمسنا أيضا الدور القوى للبحث العلمى والجهود التى تبذل فى مواجهة كورونا ، ودخول مراكز الأبحاث المصرية حلبة المنافسة فى سباق اللقاحات ، وأثمرت هذه الجهود عن تبوء مصر المرتبة التاسعة فى قائمة الدول المشاركة فى البحوث الطبية الخاصة بفيروس كورونا ، بعدد دراسات بلغ 21 بحثا لتصبح الدولة العربية والافريقية الوحيدة ضمن القائمة وذلك وفقا لموقع Finbold ، واليوم نشكره على تلبية الدعوة ومشاركتنا الحوار ، حول مستقبل الرعاية الصحية وأهم التحديات التى تواجه الوزارة .

الأزمات والمشاكل .. تقودك للنجاح

وذكر رئيس مجلسى الأعمال المصري الكندي والأعمال المصري للتعاون الدولي : تحضرنى مقولة شهيرة ” الأزمات والمشاكل لا تتوقف أبدًا .. فهى المبادئ التى تقودك للنجاح ” ، وأرى أن أزمة كورونا سلطت الضوء على جوانب القوة ومكامن الضعف فى النظام الصحى ، وأنها سرعت من خطط التطوير وتوسيع مظلة الرعاية الصحية ، لضمان السيطرة على الأمراض بكافة مراحلها ، وهو ما تعمل عليه منظومتنا الصحية ونجحت فيه إلى حد بعيد.

الحفاظ على استمرار الاقتصاد والتنمية

من جانبه أكد الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي والقائم بأعمال وزير الصحة والسكان : أن مصر لم تشهد نقصًا في الأدوية أو المستلزمات الطبية خلال مواجهة الجائحة، مشيرًا إلى تقليل أعداد المستشفيات المخصصة لعزل مرضى فيروس كورونا بالتزامن مع انخفاض أعداد الإصابات، وذلك بسبب الحملات الموسعة للتطعيم ضد فيروس كورونا ، ذاكراً أن مصر ارتكزت فى محاربتها فيروس كورونا على استراتيجية من شقين، الأولى هى : تحقيق التوازن بين تطبيق الإجراءات الصحية ، والثانية هى : الحفاظ على استمرار الاقتصاد والتنمية .. وأضاف : إن منطمة الصحة العالمية تضع مصر ضمن الدول ذات معدلات الإصابات والوفيات الآمنة، ومن الدول التي استطاعت السيطرة على الوباء حتى الآن، مشيرًا إلى أهمية الدراسات والأبحاث ونظم التوقعات التي دعمت متخذي القرارات.

قاعدة بيانات متكاملة للمواطنين

مؤكداً أن تكاتف المؤسسات الطبية أعطى للمجتمع رسالة طمأنينة بأن الدولة قادرة على توفير أفضل رعاية صحية للمواطنين ، وأشار الدكتور خالد عبد الغفار ، قائلاً : إننا فى مصر استطعنا تأمين احتياجات مصر من اللقاحات حتى نهاية 2022، فى الوقت الذى تم فيه تقليل أعداد مستشفيات العزل بالتزامن مع انخفاض أعداد الإصابات ، منوهاً أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أولى اهتمامًا كبيرًا بملفي الصحة والتعليم والبحث العلمي خلال السنوات السبع الماضية ، تحدث الوزير عن المبادرات الرئاسية في مجال الصحة العامة، والتي وصفها بأنها قصة نجاح كبيرة لمصر، مشيرًا إلى انطلاق 12 مبادرة لتقديم العديد من الخدمات الطبية لجميع الفئات العمرية بالمجان، مؤكدًا أن هذه المبادرات ساهمت في تحسين الصحة العامة للمواطنين، فضلاً عن أهميتها في إنشاء قاعدة بيانات متكاملة للمواطنين، لافتا إلى أن وجود دراسات مستمرة لإطلاق العديد من المبادرات في مختلف التخصصات.

وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي والقائم بأعمال وزير الصحة والسكان : إن نظام التأمين الصحي القديم يغطي أكثر من 70 مليون مواطن مقيمين على أرض مصر، بالإضافة إلى تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل الجديدة والتي قدمت أكثر من 8 ملايين خدمة طبية مميزة وبجودة وكفاءة عالية في المحافظات التي انطلقت بها المنظومة في مرحلتها الأولى، وذلك بنسبة رضاء من المنتفعين تخطت الـ 91%.