مع بزوغ كل فجر يجد انقلابيو السودان أنفسهم أمام فصول جديدة من الاستبسال والابتكار في مواجهتهم.
التغيير: عبدالله برير
أدهش مصابو الاحتجاجات في السودان، العالم ببسالتهم النبيلة، رغم تعرض الشابات والشباب لاصابات بليغة.
وظلت آلة القتل الانقلابية تستهدف (الكنداكات) بالرصاص فى العين مباشرة حتى توقف مشاركة النساء فى المواكب إلا أن الثائرات زدن إصرارا وحماسا للعمل الثوري.
وتعرضت طالبة كلية الطب أسماء الجيلي فى موكب 21 مارس فى ود مدنى لإصابة مباشرة وتم إستئصال العين تماما.
فى الخرطوم حدثت ذات الإصابة للكنداكة جود محمد في مدينة بحري في موكب الرابع والعشرين من الشهر الجاري.
وظهرت جود مبتسمة بعد العملية ملوحة بعلامة النصر رغم فقدانها لعينها.
وفور إعلان لجان مقاومة الخرطوم التتريس الشامل من صباح الأحد حتى المساء، هب الثوار لإغلاق الشوارع.
وظهرت غالبية طرق العاصمة المثلثة مرصوفة بالمتاريس استجابة للحراك الثوري.
وأغلقت بعض الشوارع بمتاريس جديدة لم تألفها السلطات الإنقلابية التي استبقت التتريس بتنظيف الطرقات.
وظهرت إحدى شوارع الخرطوم مغلقة بـ(ركشة) أو ( توكتوك ) توسط الطريق.
وأغلق المترسون طريقا بسرير بلدي سوداني يطلق عليه اسم ( العنقريب ) وهو الشيء الذي رسم علامات الاستغراب لدى المارة الذين استلطفوا الفكرة.
شباب المتاريس أرسوا أدبا جديدا في حراستها ومراقبتها بعد أن أظهرتهم الصور على مواقع التواصل الاجتماعي وهم يحتسون شاي الصباح عند نقاط ارتكازهم.
بعض الشباب ظهروا في لقطات مصورة وهم يفترشون السجاد على الطرقات المغلقة مضحين بأرواحهم وهم يتسامرون ويتحدون الآلة القمعية.
البعض الآخر من حراس لمتاريس شوهدوا جالسين على الكراسي في وسط الطريق في مشهد يعبر عن البسالة والصمود.
اغلاق الطرق بمثلما اظهر أدوات طريفة وغريبة، كشف عن مواهب جديدة.
وكشفت صور مواقع الفيس بوك في السودان صورا لمتاريس مصممة بغاية الدقة والروعة وحملت أشكالا هندسية جميلة.
والاسبوع الماضي تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة لسيدة سودانية تعزف بآلة لكمنجة.
ووصفت المواقع الإخبارية السيدة بالكنداكة المبدعة في وقت اعجب فيه المعلقون بفكرتها الفريدة.
وبلغ ضحايا آلة قمع المحتجين ضد الحكم العسكري، آلاف الضحايا، بينهم ما يزيد عن 90 شهيداً، سقطوا بعد 25 أكتوبر 2021م.