اختار الزعيم اليساري الجيب الإسباني سبتة، الواقع على الساحل الشمالي للمغرب من أجل التحدث للمرة الأولى علنًا عن هذا الموضوع منذ اعلان حكومته الجمعة دعمها موقف الرباط بمنح حكم ذاتي للمستعمرة الإسبانية السابقة.
وقال للصحافيين "إننا ننهي أزمة" دبلوماسية مع الرباط، لكن "الأهم هو أننا نرسي الأسس لعلاقات أكثر متانة مع المملكة المغربية".
وأكد سانشيز الذي من المقرر أن يزور المغرب في موعد لاحق لم يكشف عنه، أنه "لم يكن من الممكن أن تكون علاقات إسبانيا مقطوعة" مع "دولة استراتيجية مثل المغرب".
واعلن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، من جانبه، أنه سيزور الرباط في الأول من نيسان/ابريل.
وبلغت الأزمة التي سببها استقبال زعيم بوليساريو إبراهيم غالي في إسبانيا في نيسان/أبريل 2021 لتلقي العلاج من كوفيد-19 ذروتها مع وصول أكثر من 10 آلاف مهاجر معظمهم من المغربيين في أيار/مايو 2021 إلى جيب سبتة الإسباني على الساحل الشمالي للمغرب، وذلك بعد تخفيف مراقبة الحدود على الجانب المغربي.
استنكرت مدريد "الابتزاز" و "العدوان" من جانب المغرب الذي استدعى سفيرته لدى إسبانيا والتي عادت اليها الأحد.
ويتنازع على الصحراء الغربية، وهي منطقة صحراوية شاسعة غنية بالفوسفات والثروة السمكية، المغرب وجبهة بوليساريو، المدعومة من الجزائر، منذ رحيل الإسبان في عام 1975.
تقترح الرباط التي تسيطر على ما يقرب من 80 بالمئة من هذه المنطقة، منحها حكما ذاتيا تحت سيادتها، بينما تدعو بوليساريو إلى استفتاء لتقرير المصير الذي نصت عليه اتفاقية لوقف اطلاق النار ابرمت في عام 1991 لكنها بقيت حبراً على ورق.
وأعلنت إسبانيا المستعمر السابق للصحراء الغربية، الجمعة تغييرًا جذريًا في موقفها في هذا الملف الحساس، من خلال دعمها موقف الرباط علنًا وللمرة الأولى، فيما كانت دائمًا تتبنى موقفًا حياديًا، في مبادرة كان ينتظرها المغرب من اجل إنهاء القطيعة مع مدريد.
قررت الجزائر استدعاء سفيرها في مدريد، احتجاجا على هذا "التحول" في الموقف. وعد سانشيز الاربعاء " ببذل قصارى جهده لإعادة العلاقات الدبلوماسية التي تردت للأسف" مع أحد موردي الغاز الرئيسيين لاسبانيا.
"ضروري" للسيطرة على الهجرة غير الشرعية
أثار هذا التحول توترات قوية داخل الائتلاف الحاكم، حزب اليسار الراديكالي "بوديموس" المؤيد لحق الصحراويين في تقرير المصير والذي شجب "تناقض" سانشيز الذي انتقدته كذلك أحزاب يسارية ومن المعارضة اليمينية.
وضم الممثل الشهير خافيير بارديم صوته إلى المنتقدين واتهم في رسالة مفتوحة رئيس الوزراء بالرضوخ لـ "ابتزاز" الرباط.
دافع سانشيز عن قرار حكومته، معتبراً أنه "يعزز الموقف الذي أعربت عنه بالفعل الحكومات الإسبانية السابقة" و "ينسجم مع الموقف الذي اعربت عنه دول قوية أخرى" مثل" فرنسا وألمانيا".
وكعنصر رئيسي بالنسبة لمدريد، أكد وزير الخارجية الإسباني الأربعاء أمام مجلس النواب أن "التعاون الوثيق" مع الرباط "ضروري لضمان سلامة الإسبان (...) في المقام الأول (بفضل) مكافحة الهجرة غير الشرعية".
يعتبر مراقبون أن المغرب يستخدم الهجرة غير الشرعية كوسيلة للضغط على إسبانيا.
وأوضح سانشيز أن الاتفاق مع الرباط من شأنه أيضا ضمان "وحدة أراضي" إسبانيا، في إشارة إلى جيبي سبتة ومليلية اللذين تطالب بهما الرباط التي قد تعلق مطالبتها مؤقتًا بحسب محللين.
© 2022 AFP