رباب كساب: أعمالي بطلها الأكبر هو الواقع المعيشي لذا أتجاهل كثيرا تحديد مكان بعينه (حوار)

كان لدخولها عالم الأدب الكثير من رؤى الاختلاف بسرد مميز. تفرد بتبني كل ما هو مغاير في المعيشي والاجتماعي منطلقة من الذاتي المشبع بمتون إنسانية وخبرات حسية جمة، مكنتها من الولوج لأكثر القراء عشقاً، لماهية الأفكار النابعة من مناطق الصدق وطغيان التجربة وشفافية وحياد الرؤية.. 

"رباب كساب" التي نجحت في صبغ تجاربها بل مشروعاتها السردية بتناغم نادر، مستفادة من تجارب كتابية مصرية وعالمية لتتصدر المشهد الروائي بستة أعمال، منهم “فستان فرح” و"على جبل يشكر" وهي الدارسة لعلوم الزراعة والحاصلة على الدكتوراة في نفس التخصص.. فعبرت بهم وبكينونتها_ لتعبر في صمت إلى طائفة كاتبات ما بعد “جيل الألفية الثانية”. وقد تكتب في صمت وروية مكتفية بما يسعى له المبدع الحقيقي من البحث عن النشوة السردية بمتع التفاصيل المدهشة، وهذا قبل أن تقف عند معان الخلاص. أو ثمة حصاد مرئي واقعي يسمى الجوائز.. “الدستور” التقت الكاتبة الروائية وسألتها بداية..

 

  •   بعد صدور رواية "على جبل يشكر" وهو العمل السادس في مسيرتك الروائية، ما هو الدافع لكتابة رواية بهذه التفاصيل؟ هل هناك دافعا بعينه كان سببا لهذه الخارطة من السرود؟

ليس هناك دافعا أكثر من التأثر بكل ما يمر عليك، تأثر قد يصل بك حد التوحد مع الموضوع، ومن ثم مع الشخصيات التي تصنعها بيديك، الكتابة وسيلة التعبير الوحيدة التي أملكها هي التي تمكنني من توضيح وجهة نظري أو مدى تأثري بالفكرة، والتفاصيل هي التي تصنع العمل وتؤصل له، تلك التفاصيل التي قد تمر على البعض ولا يلتفت إليها لكنها بالنسبة للكاتب هي كل ما يملك ليصنع عمله، هي خيوطه التي ينسج منها روايته.

  • عن شخوصك فيما يخص اختيار المكان وزمن الأحداث وطبيعة الشخصيات.. حدثينا عن مدى طغيان الواقع المعيشي في هذه الكتابة وتحديدا رواية فستان فرح؟

 -جميع أعمالي بطلها الأكبر هو الواقع المعيشي لذا أتجاهل كثيرا تحديد مكان بعينه، لكنني أصف مكانا يعتبره القارئ يخصه أو يسكنه، يعرفه، مر بحياته، قريب منه، لأنني ببساطة أكتب عنا عن غالبية الناس في بلدنا، لهذا أجعل المكان يشبهنا ويشبه ما نعرفه بلا اسم واضح محدد، فتستطيع أن تقول أنه مكانك، مدينتك، قريتك وسيكون كذلك، لا أبتعد كثيرا بزمن الأحداث إلا إذا كنت سأضع للشخصية امتدادا عمريا أو أستعرض تاريخها مثلما حدث في “قفص اسمه أنا” و"مسرودة"، في “فستان فرح” وصفت الحي الذي تسكن به البطلة الرئيسية وجيرانها لم أسمه، هو يشبه أماكن كثيرة في مدن مصر المختلفة، الزمن كان آنيا بضع سنين دارت بها الأحداث التي انتهت في الحادي عشر من فبراير من العام 2011.

  • رغم الاختلاف الجذري فيما تطرحينه من بنى سردية وتبنيكي لواقع ووقائع معيشية في قمة المأساوية إلا أنه هناك الكثير من التقصير في الاحتفاء بتلك الخصوصية والفرادى تجاه أعمالك الروائية هل هذه حقيقة؟ وما هو تفسيرك لهذا الموقف؟

 -لا أعرف كيف أجيب سؤالك، فلست معنية الحقيقة بذلك، أنا أكتب لأنني أحب ذلك، وتنقطع صلتي بالعمل تماما بعد نشره ولا أجيد الترويج له ولا استطيع أن أجبر أحد ليحتفي أو ليكتب لو قرر أحد النقاد الكتابة أو حتى الزملاء من الكتاب أسعد جدا بذلك، لكن لو امتنع أو لم يجد فيه ما يستحق أن يكتب عنه فهذا حقهم، أنا خارج اللعبة تماما ولا يشغلني سوى أن أكتب فقط، تسعدني رسائل القراء وأكثر عملين تلقيت عليهم ثناء كانا “قفص اسمه أنا” من القراء و"فستان فرح" من النقاد، كما أنها أدرجت في رسالة ماجستير في جامعة المنيا، و"مسرودة" كان لها وضعا مختلفا جعل البعض يناديني بهذا الاسم لفترة، وكل هذا يرضيني، وتفسيري لهذا لكثرة المعروض وقلة المشتغلين بالنقد الألفينات شهدت ظهور عددا كبيرا من الكتاب، أظن أن حركة النقد لن تتمكن من اللحاق بكل هؤلاء.

  • في رواية "فستان فرح" كان هناك توقفا لشهور قبل أن تنتهي من كتابتها وتحديدا في 2010، فماذا أضافت ثورة 25 يناير أو ثورات الربيع العربي لأشكال الكتابة أو الرواية وتحديدا في علاقتك بكتابتك؟

- أنا أعاني كثيرا من فترات التوقف، وبدأت أشعر بذلك تحديدا مع رواية “فستان فرح” التي بعد كتابة نصفها تقريبا توقفت تماما عن الكتابة وفشلت في استكمال العمل، بل أنني في نهاية عام 2010 أعلنت لنفسي وأصدقائي أنني لن أكملها ونسيت الملف الخاص بها تماما، وجاءت الثورة التي انغمست فيها كلية، بل أنني أقمت ندوة لمناقشة الفصول الثلاثة، واشتغلت على رسالة الدكتوراه التي أهملتها، ولم أعد أفكر في ملف الأهبل (هكذا كنت أسمي الملف) حتى جاء يوم في صيف 2011 وبينما أتصفح ملفاتي كنت في حالة سيئة وأريد أن أشغل رأسي بالمزيد من العمل؛ فصادفت ملف الأهبل وفتحته وأعدت القراءة، ووجدتني قد توقفت بالأحداث لأنه لم يكن هناك جديدا فعليا، كان آخر ما كتبت كان معاصرا لفترة الانتخابات الأخيرة في 2010 ولآنية الأحداث، جاء التوقف ولم أكن أفطن حينها لذلك، ثورة يناير أكملت هذه الرواية لذا كنت أطلق عليها رواية قدرية لهذا السبب ولأسباب أخرى ليس هنا مجال ذكرها، ثم بدأت بعد إنتهاء فستان فرح في رحلة هروب ساهم فيها ما آلت إليه ثورات الربيع العربي، رحلة غيرت شكل كتابتي فطرقت باب التاريخ والفنتازيا وكلما خضعت لسطوة الواقع كعادتي هربت، وتستطيع أن تدرك ذلك مع على جبل يشكر.

  • عن المشهد الروائي المصري كيف ترصدينه؟ ما هي رؤيتك حيال كتابة كتاب جيل في العشر سنين الأخيرة؟

-المشهد الروائي المصري كبيرا جدا لا أستطيع التعبير عنه، لقد شهدت السنوات الأخيرة ظهور الكثير من الكتاب، حقا لم أتمكن من قراءة الكثيرين لكن العشر سنوات الأخيرة لاحظت أنني لست وحدي التي هربت للتاريخ والفنتازيا، فعلها بعض كتاب جيلي خاصة وزاد معدل الخيال والعدمية، التغيرات التي شهدناها وعشناها جميعا لم تمر علينا هينا، هذا شعوري حقيقة وانطباعي وقد لا يكون حقيقة.

  • الكاتبة رباب كساب الحاصلة على الدكتوراه في العلوم الزراعية هل أثر ذلك على عالمك الإبداعي؟ وهل أثر سلبا أم إيجابا؟

 - تأثير الدراسة غير مباشر، فكلما انشغلت بالدراسة زادت قدرتي على الكتابة، أتعرف الطالب الذي كان يضع كتابا داخل كتاب المدرسة ليعتقد الجميع أنه يذاكر؟ أنا لا أضع كتابا داخل كتاب المدرسة، ولكنني أجاهر بخيالي الذي أطرحه على الورق لابتعد عن ضغوط الدراسة، وكلما زادت المهام الدراسية والأبحاث كلما اشتعل خيالي ورغبت في الكتابة وكان هذا سببا للدراسة، ولكنني حين بدأت الدراسة البحثية تعلمت كيفية البحث، والوصول لمصادر المعلومة، أذكر أنني حصلت على كتب طلبة الحقوق وتصفحت العديد منها وأنا أكتب قفص اسمه أنا كنت في خطواتي الأولى في دراسة الماجستير، وتجلت فكرة المرجع والوصول لعدد كبير من المعلومات وتصفيتها وترتيبها – وهذه طريقة البحث – بينما كنت أعمل على ( على جبل يشكر) فترة البحث فيها كانت طويلة جدا كنت قد انتهيت من الدكتوراه ومررت بمراحل البحث أكثر وفهمت ماذا يعني المرجع وكيف أستخلص ما أريد من عدة مراجع، وإن كان أستاذي يثني على دماغي المرتبة على حد قوله وكنت أقول أنه فعل كتابة الرواية فأنا أثني على الدراسة التي ساعدتني لأعرف كيف يتسع عالمي الروائي بالاطلاع، وفادني ذلك حين شرعت في كتابة عدة مقالات عن معتقداتنا الشعبية فكنت أضع عددا كبيرا من الكتب أمامي لكتابة المقال الواحد وللوصول لأصل معلومة متفق عليها، ولإسناد كل كلمة لصاحبها هكذا تعلمت.

  • فيما يخص علاقة الكتابة بالجوائز هل هناك عتبات ما أو تفاصيل تتكئ عليها لجان التحكيم فيما يخص مسألة المنح والحجب وتحديدا في الجوائز المصرية؟

 - لا أعرف، لم يحك لي أحدا عن ذلك، ودعني أذهب في اعتقادي بأن الأمر يرجع لذائقة المحكمين واتفاقهم على العمل، لا أريد الخوض فيما يقال عن اعتبارات معينة تتحكم في الجوائز ولا أريد أن أضع ذلك أمامي، ولكن في كثير من الروايات التي حصلت على جوائز أحببتها فعلا بشكل شخصي جدا، وكنت قرأت بعضها حتى قبل ترشيحها لأي جائزة؛ فكنت أفرح حين تنال جائزة وكأنني أفرح بذائقتي الخاصة، وذائقتي هذه مأساتي، فأنا لاذعة جدا حين أقرأ، وانطباعاتي قاسية في كثير من الأحيان، حتى أنني أحجبها وأسر بها للمقربين، وهذه الذائقة سببا في توبيخي شخصيا لنفسي مرات ومرات، لدرجة قد تصل بي لحد الشفقة على نفسي اللوامة.

تاريخ الخبر: 2022-03-18 15:21:26
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 59%
الأهمية: 63%

آخر الأخبار حول العالم

«طيور الظلام».. محرضون ودعاة فتنة - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-09-20 03:25:14
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 50%

التقوا 12 مرة.. الزعيم «عُقدة» العميد - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-09-20 03:25:06
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 59%

«الحليمي» يهدد النساء - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-09-20 03:25:08
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 55%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

pendik escort
betticket istanbulbahis zbahis
1xbetm.info betticketbet.com trwintr.com trbettr.info betkom
Turbanli Porno lezbiyen porno
deneme bonusu
levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino
bodrum escort
deneme bonusu veren siteler
Bedava bonus casino siteleri ladesbet
deneme bonusu veren siteler
deneme bonusu
deneme bonusu
sex ki sexy
deneme bonusu
kargabet
تحميل تطبيق المنصة العربية