فى إطار سياستها الهادفة لضمان الأمن الغذائى المصرى، والتحوط تجاه الأزمات والطوارئ، نفذت الدولة خطة طموحة لتأمين المخزون الاستراتيجى من الغذاء، بأنواعه المختلفة، على رأسها القمح، الذى يحظى بأهمية خاصة، لكونه إحدى السلع الاستراتيجية الرئيسية.

ونفذت الدولة، وفقًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، على مدار السنوات الماضية، المشروع القومى لصوامع القمح، الذى تضمن إنشاء ٥٠ صومعة حديثة، بسعة تخزينية تقدر بنحو ١.٥ مليون طن، موزعة على ١٧ محافظة، ما ساعد على التخلص من نسبة الهدر فى الشون القديمة، التى كانت تتجاوز نسبة ١٥٪ من المخزون سنويًا، ما زاد من المخزون الاستراتيجى من القمح.

وخلال حديثهم إلى «الدستور»، أوضح عدد من مسئولى وزارة التموين والتجارة الداخلية، ومديرى صوامع القمح بعدد من المحافظات، مدى أهمية المشروع القومى للصوامع، خاصة فى ظل الأزمة الأوكرانية التى أثرت على سلاسل الإمداد العالمية من تلك السلعة الاستراتيجية المهمة، مؤكدين استعدادهم لاستقبال موسم الحصاد الجديد، الذى يغطى احتياجات الدولة من القمح حتى نهاية العام الجارى.

بنى سويف ٦٠ ألف طن السعة التخزينية.. ونستقبل أقماحًا من أوكرانيا ورومانيا

قال حسن محمد محمد، مدير صومعة سدس لتخزين القمح بمحافظة بنى سويف، إن الصومعة استعدت لموسم القمح المحلى الجديد ٢٠٢٢، من خلال تشكيل لجان تسلم المحصول من المزارعين، مؤكدًا أن الوضع آمن، سواء من حيث التخزين أو الصرف. وأوضح أنه تم تجهيز الصومعة بأحدث نظم تكنولوجيا التخزين فى العالم، التى تطبق نظمًا حديثة فى إدارة ومراقبة المخزون، مع التبخير ومراقبة درجة حرارة المخزون، بالإضافة إلى توافر منظومة مكافحة الحريق ونظام اللاسلكى وجميع وسائل الأمن والسلامة والمتطلبات الأساسية اللازمة بأماكن التخزين، لضمان استمرار عمليات صرف الأقماح، سواء المحلية أو المستوردة على مدار العام. وأشار إلى أن السعة التخزينية لصومعة بنى سويف تبلغ ٦٠ ألف طن، وتتكون خلاياها من الصاج المجلفن، ما يقضى على مشكلات الشون الترابية القديمة، مؤكدًا المتابعة المستمرة من قسم التسلم والتخزين بالشركة المصرية القابضة للصوامع والتخزين، للاطمئنان على المخزون والحفاظ عليه.

ونوه إلى استمرار استقبال القمح المستورد من رومانيا وأوكرانيا، مع المتابعة المستمرة من قبل وزارة التموين لرصيد الأقماح المحلية والمستوردة، وصرفها على مدار الساعة، والعمل على تذليل العقبات أمام موردى القمح المحلى.

الإسكندرية استعدادات لموسم استثنائى فى ظل الحرب

بدأت مديرية التموين والتجارة الداخلية بمحافظة الإسكندرية استعداداتها لاستقبال موسم القمح المحلى، من خلال خطة استعدادات شاملة للصوامع، فضلًا عن الحفاظ على كميات القمح من الموسم الماضى.

وأكد المحاسب محمد سعدالله، وكيل وزارة التموين بالإسكندرية، أن موسم القمح هذا العام هو موسم استثنائى، نظرًا للظروف العالمية الحالية، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن تكون نسب توريد القمح هذا العام أعلى من المواسم السابقة، فى ظل الظروف العالمية.

وأوضح أنه، وفقًا لتعليمات وزارة التموين، تقرر تجهيز صوامع الإسكندرية، التى كانت تشهد تخزين ١٥٠ ألف طن، من سعتها التخزينية البالغة ٣٥٠ ألف طن، ليتم خلال الأيام المقبلة تجهيز أماكن إضافية للسماح بزيادة التوريد للعمل على الحد من الاستيراد. فيما قالت أمانى حلمى، رئيس قسم صيانة الحبوب بمديرية تموين الإسكندرية، إنه يتم العمل فى ٧ مواقع تخزينية، تتضمن ٤ صوامع، و٣ بناكر، بإجمالى سعة ١٥٠ ألف طن.

وأوضحت أن التجهيزات تبدأ بمعاينة أماكن التخزين، للتأكد من المواصفات الفنية للصوامع، والتفتيش عليها من حيث النظافة، أو أى إصابات حشرية من الموسم الماضى، مع تبخيرها جيدًا.

وتابعت: «بخلاف الصوامع، هناك البناكر، ولها اشتراطات خاصة لتخزين القمح، من حيث الارتفاعات، فيجب أن تكون الأرض خرسانية لا ترابية أو رملية، للحفاظ على الأقماح، وبعد التأكد من جاهزية أماكن التخزين يتم إرسال تقارير ونتائج المعاينة للموافقة عليها من وزارة التموين».

وأشارت إلى أن مديرية تموين الإسكندرية تحافظ على مخزون القمح من العام الماضى وحتى استقبال الموسم الجديد، مع مراعاة تنظيف وتبخير أماكن التخزين باستمرار وتقليب للقمح واتخاذ جميع الإجراءات الوقائية للحفاظ على سلامة القمح على مدار العام.

الإسماعيلية التجهيز للحصاد بكامل الطاقة

قال حامد إبراهيم، وكيل وزارة التموين بالإسماعيلية، إن صوامع القمح مستعدة لاستقبال القمح الجديد، مؤكدًا أن المحافظة لا تعانى من أى نقص فى القمح والصوامع تعمل على تخزينه والحفاظ عليه.

وأشار «إبراهيم» إلى صوامع الغلال التى دشنت فى العام الماضى وتقع بقرية أبوصوير البلد التابعة لمدينة ومركز أبوصوير على بعد ١٥ كيلومترًا من مدينة الإسماعيلية ومقامة على مساحة ٥ أفدنة بما يوازى ٢١ ألف متر مسطح.

ويتضمن مشروع صوامع أبوصوير ٦ خلايا بسعة ٥ آلاف طن لكل منها بإجمالى سعة تخزينية قدرها ٣٠ ألف طن، كما تقام على مساحة ملاصقة للموقع ٩ خلايا تخزينية أخرى لتصل السعة التخزينية الإجمالية إلى نحو ٤٥ ألف طن من الأقماح.

وأضاف أن صوامع القنطرة شرق تستوعب ٦٠ ألف طن قمح موزعة على ١٢ خلية للتخزين بسعة ٥ آلاف طن لكل واحدة، حيث تعمل الصوامع بنظام أوتوماتيكى يساعد الفنيين والمهندسين فى تخزين وصرف القمح بسهولة، وتستقبل الصوامع القمح من محافظة الإسماعيلية والمحافظات المجاورة.

وتساعد الصوامع فى حفظ القمح على مدار العام بعد تسلمه من المزارعين وتعمل الصوامع الحقلية بإمكانات كبيرة وتتضمن أنظمة مراقبة المخزون المتداول ونظام تشغيل للصومعة.

مطروح التسلم من 8 صباحًا حتى 5 مساءً من أول أبريل

أعلن حسن الشيبانى، وكيل وزارة التموين والتجارة الداخلية فى مطروح، عن البدء فى استقبال محصول القمح اعتبارًا من أول أبريل المقبل، وفقًا لقرار الحكومة، ممثلة فى وزارة التموين والتجارة الداخلية.

وقال «الشيبانى» إنه سيتم اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية لمكافحة فيروس «كورونا»، خلال عملية تسلم القمح من المزارعين فى صومعة الغلال بمدينة الحمام، التى تسع ٤٥ ألف طن، على أن يكون التسلم يوميًا من ٨ صباحًا حتى ٥ مساءً.

وكشف أحمد يوسف، وكيل وزارة الزراعة فى مطروح، عن التنبيه على المزارعين فى منطقتى الحمام وبنجر السكر، بتوريد القمح إلى صومعة «الشمامة» فى مدينة الحمام، عقب حصاد المحصول، بناءً على تعليمات وزير الزراعة بضرورة وأهمية توريد الأقماح إلى هذه الصومعة المجهزة، للحفاظ على الأقماح ومساعدة المزارعين، لافتًا إلى تشكيل لجنة تسلم فى الصومعة، بالتعاون بين مديريتى الزراعة والتموين، وهيئة سلامة الغذاء.

ونوه وكيل وزارة الزراعة فى مطروح إلى زراعة حوالى ١٧ ألف فدان قمح فى «الحمام» و«بنجر السكر»، خلال العام الجارى، مع توقعات بزيادة إنتاجية الفدان من ١٦ إلى ١٨ إردبًا، مؤكدًا أن المحصول فى حالة جيدة ولا توجد به أى إصابات، ما يبشر بإنتاجية عالية.

المنيا 29 شونة و7 صوامع و5 هناجر جاهزة بطاقة استيعابية ٤٠٠ ألف طن

قال الدكتور محمود يوسف، وكيل وزارة التموين بمحافظة المنيا، إن المحافظة تمتلك ٤٣ موقعًا تخزينيًا بطاقة استيعابية تصل إلى ٤٠٠ ألف طن جاهزة لاستقبال موسم توريد القمح، الذى يبدأ يوم ١٥ أبريل المقبل. وأوضح «يوسف» أن هذه المواقع تضم ٢٩ شونة و٧ صوامع و٥ هناجر، من بينها ٣ صوامع بمركز بنى مزار وصومعتان بالمنطقة الصناعية وواحدة فى مركز المنيا وأخرى فى ملوى.

وأوضح أن المديرية اتخذت عددًا من الإجراءات التى تضمن ضبط وتسهيل وتسريع منظومة استقبال القمح بالشون مع إزالة جميع العقبات أمام الموردين، وتقليل وقت الانتظار، واتخاذ كل الإجراءات الوقائية والاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد، لافتًا إلى أن المحافظة حققت نجاحات كبيرة خلال موسم العام الماضى، مما ساعد فى عبور الموسم بدون مشاكل أو أزمات.