أطلق التقويم المناهض للاستعمار من قبل Strive UK، وهي مجموعة مناصرة أنشأها أعضاء من الجالية الهندية المسلمة في الشتات، واستعرض حتى الآن قصة 12 شخصية مسلمة ضحوا بحياتهم في محاربة المستعمرين الأوروبيين من القرن الخامس عشر إلى القرن العشرين.

وخلال حديثه مع TRT World قال صقر محمد رئيس Strive UK: "هذا التقويم مقاومة لفقدان الذاكرة التاريخي وزيادة الإسلاموفوبيا في جميع أنحاء العالم، ومحاولة لمحاربة مساعي نبذ المسلمين من التاريخ والمجال العام".

والطلاب المشاركون في فاعلية التقويم التي تشرف عليه الجالية الهندية المسلمة بالشتات، وبالأخص الفتيات، تتراوح أعمارهم بين 10 و22 عاماً فقط. وفقاً لتقرير نشره موقع TRT World تحت عنوان "تقويم مناهض للاستعمار يحتفي بالمسلمين الذين قاتلوا من أجل الحرية".

قادة هنود

خصص التقويم شهر يناير/كانون الثاني لاستعراض حياة القائد الهندي المسلم فاريامكوناثو كونجامح حاجي الذي كان من أبرز المقاتلين المناهضين للاستعمار ضد البريطانيين وأسس مملكته الخاصة لعدة أشهر في منطقة مالابار بولاية كيرالا جنوب الهند عام 1921. في نهاية الحرب قبض عليه البريطانيون وقتلوه.

خصص التقويم شهر يناير/كانون الثاني لاستعراض حياة القائد الهندي المسلم فاريامكوناثو كونجامح حاجي (Others)

ومؤخراً في ظل موجة الإسلاموفوبيا المستعرة بالهند قررت حكومة حزب بهاراتيا جاناتا القومية الهندوسية الحالية إزالة أسماء 387 من شهداء تمرد مالابار عام 1921، بمن فيهم كونجامح حاجي من قاموس شهداء نضال الهند من أجل الحرية الذي نشره المجلس الهندي للأبحاث التاريخية، وهو هيئة مستقلة تحت إشراف وزارة التعليم الهندية.

كما جرى إدراج ثلاث شخصيات هندية أخرى مناهضة للاستعمار في التقويم. واحد منهم هو تيبو سلطان، الذي كان حاكم مملكة ميسور الذي استشهد في عام 1799 في حرب الأنجلو ميسور.

ويوجد قائدان آخران هما زين الدين مخدوم الأول والثاني. كلاهما من ولاية كيرالا ووقفا ضد الغزو البرتغالي عام 1498. ألَّف زين الدين مخدوم الأول والثاني على التوالي كتاب "تحرير أهل الإيمان" و"تحفيز المجاهدين"، وهما عملان أدبيان يعتبران من أقدم الأعمال الأدبية الإسلامية المناهضة للاستعمار.

قادة عرب

تضمن التقويم شخصية المجاهد السوري عز الدين قسام الذي يعد من أبرز القادة العرب الذين حاربوا في فلسطين ضد الاحتلال البريطاني والإسرائيلي. فقد سافر القاسم عبر فلسطين للتحدث إلى الناس وتشجيعهم على مقاومة الاستعمار البريطاني والصهيونية، ولم يكتفِ بذلك وحسب، بل أنشأ جيشاً من المقاومين أطلق عليه اسم الكف الأسود (اليد السوداء) وألحق بالعدو خسائر فادحة.

وتناول التقويم أيضاً قصة البطل المصري أحمد عرابي الذي كان أول زعيم سياسي وعسكري في مصر ينقض ضد الخديوي توفيق نصرةً للفلاحين المصريين. ولا يزال يحتفى به حتى اليوم بطلاً قومياً في مصر لمقاومته المصالح الأوروبية في المنطقة.

كما يقدم التقويم قصة عمر المختار، الزعيم الليبي الذي قضى حياته كلها في محاربة الإيطاليين من أجل تحرير ليبيا. وهو الذي انتصر في العديد من المعارك قبل أن يعدمه الإيطاليون شنقاً. وحصل على لقب "أسد الصحراء" وألهم النضالات ضد الاستعمار ليس فقط في ليبيا ولكن في جميع أنحاء العالم.

يقدم التقويم قصة عمر المختار، الزعيم الليبي الذي قضى حياته كلها في محاربة الإيطاليين من أجل تحرير ليبيا (Others)

ومن الشخصيات الإفريقية الأخرى المناهضة للاستعمار المدرجة في التقويم عبد القادر الجزائري من الجزائر. كان الجزائري عالماً إسلامياً حارب الغزو الفرنسي للجزائر في القرن التاسع عشر. قاوم الفرنسيين لمدة 15 عاماً تقريباً حتى جرى القبض عليه عام 1847.

وخلال الفترة نفسها من القرن التاسع عشر قاد القائد الديني والعسكري الصومالي لحركة الدراويش محمد عبد الله حسن مواجهة استمرت عقدين ضد الجيوش البريطانية والإيطالية في الصومال.

ويعرج التقويم أيضاً على حياة محمد بن عبد الكريم الخطابي زعيم حركة المقاومة الأمازيغية واسعة النطاق في المغرب ضد القوات الاستعمارية الإسبانية والفرنسية. وهو القائد الذي ألحق بجيش إسباني قوامه 60 ألف جندي واحدة من أسوأ هزائمه العسكرية في يونيو/حزيران 1921.

قادة عالميون

خصص التقويم شهر يونيو/حزيران لاستعراض حياة المقاتل الشيشاني الإمام شامل الذي قاد حملة مقاومة مسلحة ضد الحكم الروسي الإمبريالي القمعي في منتصف القرن التاسع عشر في الشيشان، حيث أنشأ شامل جيشاً من مختلف القبائل الشيشانية وحارب الروس لمدة 25 عاماً ملحقاً بهم العديد من الهزائم من دون مساعدة خارجية.

واستعرض التقويم ثورة الذكور عام 1835 الذي قاده الطالب محمد مصان البالغ من العمر 13 عاماً. وهو الذي يعتبر واحداً من أكبر ثورات العبيد المسجلة في الأمريكتين، نظمتها مجموعة من العلماء المسلمين الأفارقة المستعبدين في سلفادور باهيا بالبرازيل.

TRT عربي