على أثر العقوبات التي فرضتها مؤخراً العواصم الغربية على موسكو، نتيجة شنّها هجوماً عسكرياً على أوكرانيا، منذ يوم 24 فبراير/شباط الماضي، أطلق عدد كبير من المستثمرين والزبائن حملات مقاطعة واسعة، دعوا فيها كبرى الشركات العالمية للتوقف عن البيع في روسيا، ووقف خدماتهم هناك.

واستجابة لهذه الضغوط المتزايدة يوماً بعد يوم، قرّر بعض الشركات العالمية في النهاية وقف خدماتها في روسيا.

وكان القرار بمثابة ضربة جديدة لزيادة عزل الروس والتضييق عليهم، لدفعهم نحو التراجع عن العملية العسكرية التي ينفذونها في أوكرانيا.

ماكدونالدز تغلق أبوابها في روسيا

رغم صعوبة اتخاذ القرار في البداية، لما تمثّله روسيا من أهمية كبرى لها من حيث الأرباح التشغيلية وعدد الفروع، فإن سلسلة ماكدونالدز الأمريكية للوجبات السريعة أعلنت في النهاية يوم 8 مارس/آذار الجاري، أنها قررت إغلاق 850 مطعماً لها في روسيا مؤقتاً وتعليق جميع أعمالها في البلاد.

وتعهدت الشركة بالتزامها دفع رواتب موظفيها البالغ عددهم نحو 62 ألفاً في روسيا.

جاء القرار بعد حملة مقاطعة واسعة أطلقها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت وسم "#BoycottMcDonalds #قاطعوا ماكدونالدز".

وأفاد المدير العام للشركة كريس كيمبينسكي تعليقاً على القرار، بأن "الوضع صعب للغاية لماركة عالمية مثلنا، ويجب أخذ كثير من الاعتبارات في الحسبان"، مشيراً بذلك إلى الموظفين والمزودين والزبائن.

واستطرد قائلاً: "في الوقت ذاته احترام قيمنا يعني أنه لا يسعنا أن نتجاهل المعاناة البشرية غير المجدية الحاصلة في أوكرانيا".

وتابع: "ستواصل ماكدونالدز تقييم الوضع لمعرفة إن كانت حاجة إلى تدابير إضافية".

وقال إن "من المستحيل حالياً التكهن بموعد إعادة فتح المطاعم".

كوكا كولا تعلّق نشاطها في روسيا

انضمت شركة كوكا كولا أيضاً إلى شركة ماكدونالدز في الانسحاب من روسيا، و أعلنت أنها تعتزم تعليق نشاطها في روسيا، ولم تفصح عن مزيد التفاصيل حول إجراءات ذلك.

وقالت الشركة في بيان يوم 8 مارس/آذار الجاري: "قلوبنا مع الأشخاص الذين يعانون من آثار غير معقولة من هذه الأحداث المأساوية في أوكرانيا. سنواصل مراقبة وتقييم الوضع مع تطور الظروف".

وكانت شركة "كوكا كولا إتش بي سي"، إحدى شركات تعبئة الزجاجات التابعة لشركة "كوكا كولا"، أعلنت الأسبوع الماضي أنها وقفت الإنتاج مؤقتاً في مصنعها بالعاصمة الأوكرانية كييف وأجْلَت الموظفين.

وعلى ضوء قرار هذه الشركات الانسحاب، قالت كاثلين بروكس مديرة شركة تحليل الأسواق المالية "مينيرفا أناليسيس"، إنّ "أعمال ماكدونالدز وكوكا كولا معقدة للغاية، الأمر الذي جعل الانسحاب من روسيا أمراً غير سهل. ولفتت بروكس في حديث صحافي إلى أن شركة كوكا كولا لديها "هيكل معقد ومصانع تعبئة في روسيا، ولكن مخاطر السمعة يمكن أن تؤثر في أسعار أسهمها بالفعل، لذا قد لا يكون لديهما خيار للمضي قدماً".

ستاربكس.. عملاق القهوة ينسحب من روسيا

أعلنت شركة ستاربكس يوم 8 مارس/آذار أيضاً، أنها وقفت نشاطها التجاري بالكامل في روسيا، بما في ذلك شحن منتجاتها وعمل مقاهيها الحاصلة على ترخيص.

وقالت الشركة إن مجموعة المشاريع التي مقرها الكويت والتي تشغل 100 مقهى ستاربكس على الأقلّ في روسيا "ستقدم الدعم لقرابة ألفَي شريك في روسيا يعتمدون على ستاربكس في معيشتهم".

طوفان المقاطعة يشمل شركات عملاقة أخرى

لم تكن هذه الشركات وحدها التي قررت وقف تعاملها مع روسيا وإغلاق أبوابها هناك، فقد انضمّ إلى هذه الحملة عديد من الشركات والعلامات التجارية الكبرى في مجالات وقطاعات مختلفة.

فأعلنت متاجر "برادا" و"ديور" و"لويس فويتون" و"غوتشي" و"فندي" إخلاء رفوفها في مراكز التسوق الفاخرة في العاصمة الروسية، كما أعلنت شركة "إيكيا" السويدية للأثاث إغلاق جميع متاجرها ومصانعها في روسيا مؤقتاً.

وأعلنت شركة الشحن والتوصيل الألمانية العملاقة "دي إتش إل" بدورها، تعليق عملياتها إلى روسيا وبيلاروسيا، وقالت الشركة في بيان: "عُلّقت الخدمات الواردة إلى روسيا وبيلاروسيا"، مضيفة أنها "لن تقبل الشحنات إلى هذين البلدين حتى إشعار آخر".

ولم تستثنِ حركة المقاطعة مجالاً حيوياً أو قطاعاً في روسياً، بما في ذلك قطاعات النفط والغاز والتكنولوجيا والترفيه والتغذية وغيرها.

ومن هذه الشركات "بريتيش بتروليوم" البريطانية، و"شل" و"جاغوار لاندروفر"، والأمريكية "إكسون موبيل" و"ديزني" و"نتفلكس"، ومصنع شاحنات "دايملر" الألمانية وشركة "إكوينور" النرويجية وشركة "فولفو" السويدية و"مايكروسوفت" و"ميتا" وغيرها من الشركات.

TRT عربي - وكالات