اقتربوا من التخرج فى كليات أغلبها بالمجال الطبى، بعد أن قضوا فيها نحو ٥ سنوات أو أقل بقليل، وكانوا يُمنون النفس بالسير فى طريقهم الطبيعى، وهو التخرج ثم الخضوع لامتحان «معادلة شهادة» فى مصر، حتى يستطيعوا بدء حياتهم المهنية، لكن جاءت العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا لتقضى أو ترجئ تحقيق أحلامهم إلى إشعار آخر.

الطلاب المصريون العائدون من أوكرانيا، الذين لم تنسهم مصر وتمكنت من إجلائهم عبر طائرات خاصة، يعيشون حالة كبيرة من القلق على مستقبلهم الدراسى، فالعودة إلى جامعاتهم فى أوكرانيا أصبحت أمرًا صعبًا جدًا، وفى كل الأحوال سيطول، لذا لديهم مجموعة من المطالب فى هذا السياق، يستعرضونها لـ«الدستور» فى السطور التالية. 

محمود سويلم: ننتظر تدخل السفارة لحل أزمة القيد

قال محمود محمد سويلم، طالب فى السنة الرابعة بكلية طب الأسنان بجامعة «أوديسا» الطبية، إنه قضى ٥ سنوات فى الدراسة بتلك الكلية، فى ظل وجود سنة تحضيرية، ومن الصعب عليه ضياع تلك السنوات بما فيها من جهد كبير وإنفاق لأموال ضخمة.

وأضاف «سويلم»: «فى الأحوال الطبيعية يستكمل الطالب دراسته فى أوكرانيا، ثم يعود إلى مصر لمعادلة شهادته حتى يتمكن من ممارسة المهنة، لكن فى أزمة الحرب الحالية، رفضت الجامعات الأوكرانية إعطاءنا إثبات قيد فى السنة الدراسية التى وصل كل منّا إليها، ولم تضغط السفارة المصرية عليها من أجل الحصول على تلك الأوراق».

وواصل: «كل هذا حدث رغم امتلاكنا إثباتات بالفصول الدراسية التى قضيناها بالفعل، كما أن كل الطلاب الموجودين فى أوكرانيا مُسجلين رسميًا فى إدارة البعثات، بما يتضمنه ذلك من تسجيل السنة الدراسية التى وصلوا إليها، لأنه على أساسها يتم تأجيل التجنيد الخاص بهم، لكنها تشدد على ضرورة موافقة السفارة المصرية فى أوكرانيا»، مختتمًا بقوله: «ياريت صوتنا يوصل للجهات المعنية».

عمر عبد الرجمن: «فاضلى شهرين واتخرج.. ومش عارف وضعى إيه»

توقع عمر محمد عبدالرحمن وزملاؤه فى جامعة «أوديسا» الطبية بدء العملية العسكرية فى أوكرانيا، وكانوا فى انتظارها منذ إعلان اقتراب حشود عسكرية إلى الحدود بين البلدين، لذا بدأوا فى التواصل مع الجامعات التى يدرسون بها، لمنحهم إثبات قيد فى السنة الدراسية التى وصلوا إليها، حتى يتمكنوا من العودة إلى مصر قبل حدوث العملية العسكرية.

لكن «عبدالرحمن» وزملاءه فوجئوا برفض الجامعات هذا الطلب، مبررة ذلك بأن أغلب الطلبة لم يدفعوا مصروفات الفصل الدراسى الثانى، كما كانت هناك صعوبة فى التواصل بين السفارة المصرية وهذه الجامعات، من أجل الضغط عليها لتنفيذ مطالبنا.

وبعد دفع المصروفات، نجح الطلاب المصريون فى الحصول على أوراق تثبت قيدهم فى تلك الجامعات، متضمنة السنة الدراسية التى وصلوا إليها، وذلك قبل القصف بيوم واحد، وفق «عبدالرحمن»، مضيفًا: «كانت الأزمة هى إغلاق المجال الجوى بأكمله، فلم نستطع العودة بشكل مباشر، لذلك انتقلنا إلى العاصمة الرومانية بوخارست، وتواصلنا مع السفارة المصرية هناك، التى وفرت لنا طائرات إجلاء إلى مصر».

واختتم حديثه بالقول: «إحنا فى انتظار إننا نعرف هيحصل معانا إيه بالنسبة للدراسة.. أنا كنت فى الفرقة الخامسة بكلية طب أسنان، وفاضلى شهرين واتخرج، ونتمنى إننا نلاقى حل فى أسرع وقت عشان، نقدر نتخرج أو نعرف وضعنا إيه».

عبدالرحيم صالحين: الحل فى الجامعات الخاصة

لا تختلف الحال بالنسبة لعبدالرحيم محمد صالحين، الذى يدرس طب الأسنان فى السنة الرابعة بجامعة «بوكوفينيان» الطبية، الواقعة فى مدينة «تشيرنيفتسى» الأوكرانية، ما يعنى أنه يتبقى له عام فقط على التخرج وبدء حياته المهنية. وقال «صالحين»: «الطبيعى أن الطلاب الذين يدرسون فى أوكرانيا عندما يعودون إلى مصر يخضعون إلى امتحان معادلة، ليستطيعوا استكمال خطواتهم المهنية فيما بعد، بداية من الامتياز حتى التخصص، لكن بسبب الحرب الأخيرة، لم نعد نعرف مصيرنا التعليمى، خاصة أن الأوضاع غير مطمئنة بالمرة». وناشد الجهات المعنية السماح لهم باستكمال سنتهم الدراسية المتبقية فى مصر، وأن يكون ذلك فى جامعات خاصة، لتجنب الرجوع إلى مكتب التنسيق وإعادة توزيعهم من جديد، بعد أن كانوا على وشك الانتهاء من الدراسة، مختتمًا بقوله: «كده كده مصر بتعادل لينا الشهادة.. وأوكرانيا محدش هيعرف يرجع إليها تانى، لأن الأخبار هناك مش مطمئنة».

محمد حسان: لا نريد ضياع سنة من عمرنا

مِثل سابقيه، يدرس محمد حسان عبدالعليم فى كلية طب الأسنان بجامعة «أوديسا»، وتحديدًا الفرقة الخامسة، وكانت أمامه أشهر معدودة ليتخرج ويعود إلى مصر، لاستكمال مسيرته المهنية، لكن الحرب اندلعت دون سابق إنذار، واضطر وزملاؤه إلى العودة الإجبارية لأرض الوطن، فى الطائرات التى أرسلتها الدولة المصرية إلى الدول الحدودية مع أوكرانيا لإجلاء النازحين المصريين. وقال «حسان» إن الدراسة توقفت تمامًا منذ بدء الحرب، ولم تُستكمل حتى عبر الـ«أونلاين»، ولا يوجد مسئولون يذهبون إلى الجامعات الأوكرانية من الأساس، لكى يخاطبونهم ويطلبون منهم منحهم ما يثبت قيدهم فى الجامعة. وأضاف أنه وزملاءه ممن تبقت لهم أشهر قليلة على التخرج، يحتاجون إلى استكمال دراستهم فى مصر، دون تغيير تخصصاتهم أو سنواتهم الدراسية، موضحًا ذلك بقوله: «أنا طالب هتخرج السنة دى.. مش عايز أضيع سنة من عمرى.. مش عايز أرجع سنة لورا».

محمد عبدالباقى: الالتحاق بنفس كلياتنا دون «تنسيق»

قال محمد أحمد عبدالباقى، طالب فى السنة الرابعة بكلية الأسنان جامعة «هيومينتريان» الدولية فى مدينة أوديسا، إنهم يرغبون فى استكمال السنة الدراسية المتبقية لهم فى مصر، دون الاضطرار إلى تغيير الكلية أو التخصص، أو العودة سنة إلى الوراء، مشيرًا إلى صعوبة التأقلم على الدراسة فى مصر، لأن دراستهم فى أوكرانيا كانت بالروسية.

وطلب «عبدالباقى» استكمال سنته الدراسية المتبقية فى مصر، بدلًا من الاضطرار إلى البحث عن جامعة فى دولة أخرى، واقترح أن تكون الدراسة فى جامعات خاصة بما يناسب تخصصاتهم، دون الرجوع إلى مكاتب التنسيق وإعادة توزيعهم على كليات أخرى، متابعًا: «مش عايزين نضيع سنة من عمرنا».