وكالات:

في العام 2019، انتخب فلاديمير زيلينسكي، رئيسا لأوكرانيا، بعدما نجح بحملة انتخابية "بسيطة"، كما وصفتها الصحف العالمية، في استقطاب الشعب حوله، ليتحول الممثل الكوميدي إلى رئيس دولة.

تتبدل الأحوال سريعا، ويصبح "المهرج"، وهو لقب أطلقه زيلينسكي على نفسه، في فوهة بركان حرب محتملة ضد روسيا.

دخل الممثل الأوكراني الكوميدي، الحياة السياسة بإعلانه ترشحه ليلة رأس السنة في ما بدا وكأنه جزء من عمل استعراضي. غير أن الكوميدي تمكن بعد أربعة أشهر من تحقيق فوز ساحق على الرئيس السابق بترو بوروشنكو.

وبعد ثلاثة أعوام من تنصيبه، أصبح زيلينسكي أمام حرب ضروس، تزداد مخاطر نشوبها يوما بعد يوم، خاصة بعد إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الاعتراف بانفصاليي أوكرانيا.

"المهرج"

يتحدث زيلينسكي بعفوية ويصف نفسه بـ"المهرج". ويذكر مرارا بطفولته في مدينة كريفي ريه العمالية والصناعية التي يتحدث سكانها الروسية، حسبما ذكرت "فرانس 24".

وقال إنه يريد السفر برحلات عادية ونقل مقر الرئاسة من المبنى السوفياتي الضخم في كييف إلى "مكان مفتوح". ووعد بالحفاظ على التوجه المؤيد للغرب الذي تبنته البلاد عام 2014، كما قال إنه سيفعل "كل شيء" لوضع حد للحرب في الشرق.

وخلف الصورة البسيطة التي أظهرها زيلينسكي خلال حملته، 20 عاما من مهنة قوية في عالم الاستعراض والترفيه، جعلت منه رجل أعمال ناجح في مجاله حيث يدير ستوديو إنتاج كفارتال 95 وتقدر ثروته بملايين الدولارات.

وزيلينسكي أب لطفلين ومجاز في الحقوق. وقد أدى أدوارا في أفلام معروفة وضاعف حضوره التلفزيوني في أوكرانيا كما في روسيا. واتُهم أيضا بأنه دمية بيد الثري سيء السمعة إيغور كولومويسكي، عدو الرئيس بترو بوروشنكو وهو ما ينفيه زيلينسكي.

حرب على وشك الاشتعال

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونتيسك ولوجانسيك، وهي الجهات الانفصالية التي تقود الحرب ضد أوكرانيا.

ووقع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع قادة الانفصاليين في أوكرانيا اتفاقيات صداقة ودعم مشترك، ما يوحي بأنه ربما انخرط بشكل مباشر في الحرب.

من جهته، أعلن الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، أن فريقه الأمني سيعقد اجتماع لمجلس الأمن القومي لبحث التطورات الأخيرة.

وأعلن البيت الأبيض، أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، سيعقد اجتماعا عاجلا مع فريقه الأمني، لبحث اعتراف نظيره الروسي فلاديمير بوتين، باستقلال انفصاليي أوكرانيا.

وكان المستشار الالماني أولاف شولتس قد حذر بوتين خلال مكالمة هاتفية في وقت سابق اليوم من القيام بمثل هذه الخطوة الاستفزازية، حسبما ذكر متحدث باسم شولتس.

وأكد الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرج، أن قرار روسيا "يقوض سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها".

ردا على إعلان بوتين، قال السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، إن "اعتراف بوتين باستقلال دونيتسك ولوجانسك إعلان حرب على الشعب الأوكراني".

وأضاف أن "اعتراف بوتين باستقلال دونيتسك ولوجانسك انتهاك لاتفاق مينسك".

ويبدو أن الممثل الكوميدي في انتظار حرب محتمل نشوبها خلال الساعات القليلة القادمة.