كشف وزير الخارجية الإيراني السابق، محمد جواد ظريف، ضمناً، أن المبعوث الأميركي الخاص لإيران، روبرت مالي، مارس خلال المفاوضات التي انتهت بإبرام الاتفاق النووي في عام 2015، دور "اللوبي" لصالح طهران.
وبدوره نفى، مساعد مالي السابق، وهو أميركي من أصول إيرانية، علي واعظ، من خلال منصات التواصل الاجتماعي، مثل "تويتر" و"كلوب هاوس"، ما كشف عنه ظريف، حسب ما ذكر الموقع الفارسي للعربية.
وكان ظريف قد ذكر في الصفحة 336 من المجلد الثاني لكتاب "الأسرار المكتومة: الاتفاق النووي، محاولة عظيمة من أجل حقوق إيران وأمنها وتنميتها" والذي نشر مؤخرا، أن نسخة من المسودة التي أطلق عليها فيما بعد اسم الاتفاق النووي، "قام شخص مرتبط بالوفد الأميركي، وهو ناشط في مجموعة الأزمات الدولية بتمريرها إلى دول "5+1".
ومجموعة الأزمات الدولية (International Crisis Group) هي مؤسسة فكرية غير ربحية تأسست عام 1995، وتردد اسم هذه المؤسسة التي تدعو إلى تطبيع العلاقات واشنطن مع طهران، مرارا وتكرارا في وسائل الإعلام، خلال المحادثات النووية، كإحدى المنظمات المؤثرة في مسار المفاوضات بين المسؤولين الإيرانيين والأميركيين.
جدير بالذكر أن مالي، الذي يرأس في الوقت الراهن فريق التفاوض الأميركي في فيينا لإحياء الاتفاق النووي، كان رئيس "مجموعة الأزمات الدولية" في ذلك الوقت، ومن الشخصيات البارزة الأخرى في المجموعة، الأميركي الإيراني، واعظ، الذي زار إيران في 18 مارس 2014 والتقى أيضا بالرئيس السابق لمجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، على أكبر هاشمي رفسنجاني.
وقد يكون سبب كشف ظريف الأخير لهذا الأمر أنه منذ إبرام صفقة "خطة العمل الشاملة المشتركة"، التي تعرف باسم "الاتفاق النووي"، اتهم أفراد ووسائل إعلام مقربون من المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، والحرس الثوري الإيراني، حكومة حسن روحاني ووزير خارجيته ظريف، بـ"العمالة" و"التراجع في مواجهة الولايات المتحدة".
إلى ذلك، سبق وأن نشرت وكالة أنباء "المشرق" المقرّبة من الحرس الثوري الإيراني، في تقرير لها بتاريخ 24 يناير / كانون الثاني 2018، تحليلاً أعدّه ياسر جبرائيلي، المحلل المقرب من الحرس الثوري الإيراني، أكد "إملاء نص الاتفاق النووي على فريق التفاوض الإيراني من قبل الأطراف الغربية"، متهما وزير الخارجية الإيراني السابق، ظريف بـ"استنساخ" مقترحات "مجموعة الأزمات الدولية".
وبحسب جبرائيلي، فقد قدمت "مجموعة الأزمات الدولية" في 9 مايو 2014، اقترحا، تحت عنوان "إيران ومجموعة 5 + 1: حل مكعب روبيك النووي"، أثناء المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، حيث "كان مشابها بشكل أساسي لما تم التوقيع عليه باسم الاتفاق النووي النهائي بين إيران وست قوى عالمية في 14 يوليو 2015".
وزعم وزير الخارجية الإيراني السابق مؤخرا أن العكس هو الصحيح، وهو أن "مجموعة الأزمات الدولية" بقيادة مالي ومساعده واعظ هما اللذان نسخا المسودة التي قدمها هو ليمارسا دور "اللوبي" لدى الإدارة الأميركية في حقبة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما بغية إيصال المفاوضات إلى نتيجة.
وبدوره نفى واعظ، عبر منصات التواصل ما تحدث عنه ظريف، وبالمقابل تعهد المؤرخ والباحث المقرب من ظريف، مجيد تفرشي، بنشر وثائق "لا يمكن إنكارها" بعد التشاور مع وزير الخارجية الإيراني السابق، لتبين صحة ما طرحه ظريف وتفنيد ادعاء واعظ.
