يفتتح الدكتور خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، في السابعة من مساء الثلاثاء الموافق ٢٢ فبراير الجاري، معرض استيعادي للفنان صلاح حماد، تحت عنوان "اتجاهات الروح"، وذلك بقاعة أفق للفن التشكيلي، ويضم حوالي ١٥٠ عملا فنيا .

وعن الفنان "صلاح حماد"، ومعرضه "اتجاهات الروح"، يقول الدكتور خالد سرور: "للفنان صلاح حماد تجربة طويلة في مجال النحت بدأ من منتصف الثمانينيات وحتى الآن مر خلالها بمراحل عديدة وصولاً إلى المرحلة القائمة حالياً ذات الحس التجريدي الهندسي الجانح للأختزال وتقديم الجوهر على الشكل التعبيري، واستطاع عبر مسيرته أن يُوجد لفنه سماته الخاصة التي يُعرف بها .

ولفت "سرور" إلي: يتمتع الفنان صلاح حماد بشخصية طواقة للتجديد والتهرب من الأسلبة بتكسير القيم الجمالية والتحرر من قوالبها المعتادة في فن النحت لكن خبراته العريضة الشغوفة بالتجريب مكنته من الإمساك بخيط دقيق ليكون عنواناً لا تُخطئه العين الخبيرة لتستدل عليه .

في أعماله الحديثة لم يتوقف (صلاح حماد) عند حدود التكوين العام للعمل الفني بل إتجه إلى استخدام اللون وهو ما أنعكس بمزيدٍ من التفاعل بين المُتلقي وأعماله، فاختياراته اللونية موفقة وتأتي وفق معالجة فنية عالية لا سيما وأن أسلوبه المرتكن إلى روح النحت وعلاقاته بالفراغ المحيط زاد من مساحة الدور الذي يقوم به اللون لتتناغم القوة مع الرشاقة، والرهافة مع حدة الشكل الهندسي .

ويضيف "سرور": تتماهى أعمال ( صالح حماد) بالتجريب بحثاً عن رؤى تشكيلية جديدة لا سيما في مفهوم الخامة وتأثيرها على مجمل الحالة الإبداعية للعمل النحتي .. هذا الشغف بالبحث عن المغاير يدفعه إلى استنباط طاقة الروح وتعميمها على شكل العمل النحتي لديه وهو ما يتطلب الوعي الشديد بمنطق النحت ومعاييره الاكاديمية والإبداعية .. هذا النهج أكسب منحوتات "حماد" طلاقة تشكيلية تعكسها كافة جوانبها الجمالية والحلول المختلفة في تطويع الخامة لمعين أفكاره وخياله الفني.

إن الفنان صلاح حماد أحد أهم المثالين المصريين حالياً .. إمتداد أصيل لعراقة وتفرد مدرسة النحت المصرية بوجه معاصر يعنى برمزية الموضوع وقوة التعبير الفني وإحالة الأشكال إلى الاختزال والتبسيط وإعطاؤها قوة تأملية وتأويلية من خلال قناعته بأنه يملك حق خلق هذه الأعمال وفقاً لرؤيته الفنية ومفهومه للجمال.

عرضه بقاعة أفق سيكشف لنا النقاب عن مساحات أرحب من عالم الفنان صلاح حماد تمكننا من قراءة أشمل لشخصيته الفنية وإدراك أعمق لتجربته الإبداعية حيث يجمع بجانب أعماله النحتية مجموعة من أعماله التصويرية والعديد من الاستكشات التي مؤكد ستسلط مزيدٍ من الضوء على أسلوبه وعلى محاولاته الدؤوبة بحثاً عن صياغات معاصرة يُمكنها أن تُضيف لمدرسة النحت المصرية الرائدة.